+A
A-

العصفور يطالب “العدل” و “الأعلى للمرأة” بقاعدة بيانات عن الطلاق

أشار المستشار في إدارة التنمية البشرية النائب السابق الشيخ مجيد العصفور إلى الحاجة لمناقشة ظاهرة تأثر العلاقات الزوجية بمحتوى منصات التواصل الاجتماعي تحت قبة البرلمان وليس في الكليات، ويجب أن يكون هناك مزيد من التعاون بين كل من وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف وبين وزارة العمل والتنمية الاجتماعية والمجلس الأعلى للمرأة على اعتبارهم جهات مختصة بمناقشة قضايا الأسرة لدراسة هذه الظاهرة.
وأوضح أنه في العام 2022 عرض 8 ورش ميدانية بشأن العلاقات الزوجية والتأثيرات الخارجية، وخاطب تلك الورش المقبلين على الزواج لتهيئتهم للدخول لتلك الشراكة، وكذلك للخارجين من المؤسسة الزوجية، والاهتمام باللبنة الأولى في المجتمع وهي الأسرة، فإن هي تماسكت وصلحت صلح المجتمع كله، مبينا أن وزارة العدل هي من تأتيها حالات الطلاق بين الزوجين فهي تملك “الترمومتر” والرقم الصحيح لمعدل تضرر المؤسسة الزوجية سواء بسبب السوشل ميديا أو غيره من الأسباب.
وأضاف: عبر مكتبنا نعم نقر بوجود ظاهرة الطلاق العاطفي في المجتمع وهناك حالات كثيرة، وهذا الطلاق العاطفي داخل البيت يؤسس إلى انفتاح عاطفي خارجه، وهنا تأتي خطورة منصات التواصل الاجتماعي، وأتفق مع النائب معصومة عبد الرحيم فيما ذهبت إليه بأهمية منصات التواصل الاجتماعي وأنها أصبحت لغة العصر، ولا يمكننا حتى الاستغناء عنها أبدا، مبينا أن منصات التواصل الاجتماعي لها آثار إيجابية أيضا وكلنا نتذكر أيام انتشار جائحة كورونا من إقامة الندوات عن بعد وغيرها، ومن خلال تجربتي الشخصية كان يطلب مني سابقا تقديم دورات عن بعد وكنت أرفض هذا المبدأ لأنه لابد من تشخيص لغة الجسد وغيرها من الأمور، ولكن منذ بداية الجائحة اضطررت إلى تقديم الدورات الاجتماعية والتخصصية إلى إحدى الجهات في مملكة الدنمارك وقد نجحت في تقديمها عن بعد.
وشدد على أهمية وجود دراسة علمية مبينة بالأرقام حقيقة ارتباط الطلاق العاطفي بمنصات التواصل الاجتماعي، مطالبا وزارة العمل والمجلس الأعلى للمرأة بسرعة التحرك نحو إيجاد قاعدة بيانية يستطيع من خلالها رواد هذا المجال إيجاد حلولا بهذا الشأن.
وقال إننا نواجه اليوم فعلا شبحا افتراضيا يدعى المحتوى الإلكتروني ولا بد من اللجوء إلى التشريع لتقنين هذا المحتوى، مع أني أرى أن التشريع وحده ليس كافيا للقضاء على التأثير السلبي للمحتوى المقصود، فالتشريع سيكون كافيا للفضاء المحلي فقط، ولكن يجب ألا ننسى أن المحتويات السيئة هي أيضا تأتي ضمن محتويات عالمية، مبينا أننا إذا أردنا القفز على الفضاء العالمي والمحلي فيجب استخدام استراتيجيات معينة.
وأوضح: نجد البعض يقوم بالتحريض من خلال منصات التواصل الاجتماعي سواء من الذكور أو الإناث من دون وعي، ولكن عندما نقوم بمناقشة حالة مشابهة نقوم بتصوير الحياة والوضع الخاص الذي سيعيشه الزوجان بعد الطلاق، من الاهتمام بالأبناء إلى نهاية المطاف، ونجد أن كثير من الأزواج يتراجعون عن قرار الطلاق بعد مشاهدة الواقع الافتراضي للطلاق مشيرا إلى أن البعض من الناس يتوجهون إلى خيار الطلاق ظنا منهم أن حياتهم الشخصية ستكون أكثر مثالية، وسيتخلصون من الواقع الذي يعيشونه ولا يعلمون ربما أن واقعا أقسى بانتظارهم، وذلك بسبب أن أحدا ما قام بتحريضهم على الطلاق وهذا ما نجده شائعا في مواقع التواصل الاجتماعي.
وتابع أن البعض عندما يتوجه للطلاق دون دراية ويعيش حياة ما بعد الطلاق يكتشف أن من قام بتحريضه قد ضحك عليه وأن من يقوم خبثا بالتحريض على الطلاق هو من شياطين الأنسو قد استغل عدم وعيه وإدراكه للأمور.
 ووصف مجتمع السوشل ميديا هو بالمجتمع الافتراضي المتأثر بالخيال الحالم، وقال إن هذا العالم غير حقيقي وغير واقعي، وجزء من هروب الناس من واقعهم نحو العالم الافتراضي هو هروب من المسؤوليات والالتزامات التي توضع على كاهل الزوج أو الزوجة.
وختم حديثه عن المعالجات التي عبر عنها سابقا بالاستراتيجية في خدمة هذا المحور، موضحا أن بعض الأفلام التي تنشر في السوشل ميديا لا تتفق مع ديننا، وبعض محتوياتها ترويج للشرك والكفر، وربما الحاجة إلى التشريع يدخل من هذا الباب أيضا، ولكن التعويل على فهم ووعي الزوجين لخطورة تلك المحتويات التي تمس العقائد والدين، تمثل جهاز مناعة طبيعي مضاد للأجسام الغريبة الضارة، ونحتاج للوعي الديني حتى نستطيع عبور سلبيات التأثر بمنصات التواصل الاجتماعي وغيرها من أسباب، وباعتقادي أن العلاقة الزوجية هي ليست علاقة ثنائية إنما هي علاقة ثلاثية أو يجب أن تكون ثلاثية وينبسط الزوجين في الزاويتين السفليتين وتكون زاوية الله هي العليا، وكلما اقترب أحد الزوجين من الله عز وجل صلحت حياته الزوجية واستقرت، وأي من الأخطار والتحديات التي تواجه المؤسسة الزوجية سواء من التحريض أو غيره فإنها ستتحطم أمام كلام الله النابع من المعرفة والعلم الغيبي، خصوصا أن بعض الأطراف تطرح أفكارا لا تؤمن بمعتقداتنا وهي نابعة من المرتكزات الإسلامية.