كان حدثا مفرحاً ما أعلنته وزيرة الصحة باكتشاف المئات ممن يحملون شهادات مزورة في ميدان الطب. ولابدّ من التأكيد هنا على أنّ التزوير في الحقل الطبّي ليس كغيره من التخصصات الأخرى لأنه يعني تعريض حياة الإنسان لخطر محتم.

إنّ فعل التزوير حدث ويحدث وسيحدث طالما أنّ هناك فئة من البشر فقدت ضمائرها، ولو أدرك هؤلاء فداحة هذا الفعل المروع لما اقترفوا هذه الجريمة النكراء بحق الإنسانية.

أستحضر هنا مقولة ذات دلالة عميقة مفادها أنّ هناك اثنين لا يسمح لهما بالاستقالة من عملهما المعلم والطبيب، فالأول مهمته بناء عقل الأمة وتتلخص مهمة الطبيب في الحفاظ على سلامة جسدها. وإذا كانت وزارة الصحة تحرص على إقامة المستشفيات والمراكز الصحية في كل أرجاء المملكة بيد أنّها في ذات الوقت تحرص على الاختيار الدقيق للكفاءات من الأطباء. ولا معنى للمراكز الطبية إذا كانت تفتقد لذوي الكفاءة والخبرة من الأطباء. إننا نفخر ونشيد بالكفاءات البحرينية في كل التخصصات الذين أثبتوا جدارتهم وتميزهم داخل البحرين وخارجها والعديد منهم يحمل الشهادات والأوسمة من أعلى الجامعات العالمية، وندين للكثيرين منهم بالفضل لإخلاصهم وتفانيهم في أداء رسالتهم الإنسانية النبيلة على أكمل وجه. ولا تسع المساحة هنا لاستذكار الكثيرين منهم ممن ارتقوا بالمهنة واستحقوا الإشادة والثقة والتقدير مهنيا وإنسانيا. إنّ نجاح هؤلاء الأطباء الأكفاء ليس مصادفة وضربة حظ كما قد يظنّ البعض، لكنه ثمرة لعطاءاتهم وتضحياتهم التي كانت بلا حدود فلهم منا وافر الشكر والتقدير.

ثقتنا بأنّ المسؤولين بوزارة الصحة ليسوا بحاجة إلى المديح لجهودهم الاستثنائية في جميع الخطوات التي تستهدف صحة المواطن، لكنهم باعتقادي بحاجة إلى أن نشد من أزرهم للمزيد من البذل والعطاء في مهمتهم الإنسانية النبيلة.

وأعتقد أنّ الجميع مدرك لثقل المهمة التي ينهضون بها، لذا نتمنى فقط التعامل مع الشكاوى التي ترد إليهم إزاء من يتراخى في النهوض بواجبه. وتهمنا الإشارة إلى أنّ تفقد المسؤولين في الصحة المراكز الصحية مكنهم من الوقوف على مواطن الخلل والنقص فيها، وبالتالي العمل على معالجتها.

كاتب وتربوي بحريني