+A
A-

زينب: مشكلات سلوكية للأبناء كالعدوانية والعنف بسبب الطلاق العاطفي

أوضحت القائم بأعمال رئيس وحدة علم النفس الإكلينيكي في وزارة الصحة زينب أحمد أن منصات التواصل الاجتماعي لها أثار إيجابية وسلبية، ونحن اليوم نتطرق للآثار السلبية الناجمة عن تلك الشبكات وتأثيرها على العلاقات الزوجية والاستقرار الأسري، ولعل من أهم الأثار السلبية هي قضاء أحد الزوجين لفترات طويلة في منصات التواصل الاجتماعي متجاهلا بذلك حق الشريك في تجاذب أطراف الحديث وكذلك الأبناء، وهذا يؤسس إلى فجوة اجتماعية وعاطفية بين الأطراف الثلاثة الزوج والزوجة والأبناء.
وأشارت أحمد إلى أن مثل تلك العلاقات الزوجية تتحول في الغالب إلى علاقات رقمية تعتمد في كل أحوالها على الكتابات عبر تطبيق الواتساب أو الانستغرام في أحيانا أخرى، وتقل فيها حتى المكالمات الصوتية التي تحمل ربما نوعا من المشاعر العاطفية، وكما هو معروف أن الكلام المكتوب يفهم بأكثر من طريقة وهذا يحمل الزوجين إلى فكرة الظن فتولد الكثير من مشاكل التواصل الجيد ويؤدي الى حدوث الطلاق العاطفي.
وقالت إن واحدة من مساوئ منصات التواصل الاجتماعي هي نشر الحالات الشخصية واليوميات، وعلى سبيل المثال قامت فتاة بنشر صورة هدية من زوجها أو تذكرة سفر أو ما شابه ما أثار حالة من الغيرة لدى الصديقة التي طالبت زوجها بتقديم هدية مماثلة، وربما يكون فهمنا ووعينا لدور منصات التواصل الاجتماعي أقل بكثير مما يستوجب، وهذا يوقع الزوجين في تحديات غير حميدة ناتجة عن قلة الوعي، وهنا أدخلتنا منصات التواصل الاجتماعي في متاهات وعدم الرضا والقناعة ومقارنات، وكل ذلك يدخل في دائرة تأثير المحتوى على الزوجين وادخالهم في مرحلة الطلاق العاطفي.
وتعمقت فيما يتعلق بالمحتوى الرقمي وذكرت أننا نجد في بعض المحتويات الرقمية تحريضا صريحا على الزوج أو الزوجة، وهذا يخلق نوعا من السخط داخل الأسرة المنتمية بشكل كبير إلى منصات التواصل الاجتماعي، لاسيما أن بعض أفراد المجتمع يتأثرون بسرعة، ومع تكرار هذه الأنواع من المحتويات فأنها تثير قناعات هؤلاء الأشخاص فتتحول حياتهم الزوجية حسب حالة الاقتناع بذلك المحتوى، وبينت مثالا أنها في إحدى المرات أشرفت حالة كانت تعاني من الاكتئاب بسبب عدم رضاها عن حياتها الزوجية، وكانت تقول إنها تنشر صورها برفقة زوجها فتأتيها تعليقات من التنمر على زواجها، وهناك بعض التعليقات دعتها للبحث عن شريك آخر، فوضعتها تلك التعليقات السيئة في مشكلة مع زوجها، على الرغم من أنها كانت تقول إنه غير مقصر، وهذا مثال حي عن التأثر من منصات التواصل الاجتماعي الذي قاد الفتاة إلى الاكتئاب ومواجهة مشكلة زوجية.
وأفادت فيما يتعلق بالجانب النفسي أن الدراسات تؤكد أن الطلاق العاطفي أو الانفصال النفسي له تأثيرات جانبية أكثر خطورة من الطلاق الفعلي، مشيرة إلى أن الطلاق العاطفي يكون مرحلة أخيرة من الطلاق الفعلي، ويلجأ أزواجا في بعض الأحيان إلى هذا النوع من العلاقات الميتة أو الطلاق العاطفي حفاظا على الشكل الاجتماعي وهروبا من النقد المجتمعي، أو حفاظا على الأبناء ظنا منهم بأن ذلك أفضل من الطلاق الفعلي، ويأتي هذا النوع من العلاقات على شكلين أحدهما هادئ والآخر يكون على شكل مشاجرات ومشاحنات بين الزوجين يصل مداها إلى حيث لا يستطاع السيطرة عليه، وليست له بداية ولا نهاية، ويحمل بين دفتيه آثار نفسية شديدة على الأبناء خصوصا، حيث يشعرون من خلاله بالقلق المستمر والسخط والمستقبل الغامض الذي يضعهم في ضغط دائم موضحة أن الفرق بين الطلاقين الفعلي والعاطفي أن الأول تكون فيه النهاية معروفة ويبنى على أساسه المستقبل أما الطلاق العاطفي فتكون جميع الأطراف في حيرة وعدم المقدرة على تشكيل قناعة معينة.
وبينت القائم بأعمال رئيس وحدة علم النفس الإكلينيكي أن الطلاق العاطفي ينتج عنه مشكلات سلوكية لدى الأبناء كالعدوانية والعنف للتعبير عن تمردهم وغضبهم إزاء الموقف الحالي، وربما ينشئ أيضا جيلا ذات طبائع وشخصيات مهزوزة، وكذلك انخفاض مستوى الثقة بالنفس، ويجعلهم خائفين من بدء علاقات اجتماعية جديدة، وقد يمتد الأمر الى مرحلة ما بعد الزواج.