الشهر الخامس من السنة الميلادية 24 بعد الألفين! مازلت أتذكر جيدا التسعينات من القرن الماضي، حيث كان الوقت يمر كسلحفاة بطيئة! كنت أشعر بالملل الشديد خلال عطلات الصيف المدرسية! فالنهار طويل جدا، واليوم لا ينتهي بسرعة، وإذا ما انقضى يوم دون الخروج من المنزل للنزهة أو اللعب مع الأقران أو زيارة الأقارب كنت أشعر بالضيق الشديد، وأنا طفلة لا حول لي ولا قوة سوى أن أنصاع لبرنامج الأسرة بالمكوث في البيت أو الخروج منه!
والآن وبعد مرور ما يقارب الثلاثين عاما، أشعر أن الزمن تبدل، فأنا ألهث يوميا بين عمل وأسرة ومشاوير حياتية والوقت لا يكفيني! ظننت في بادئ الأمر أنني كبرت في العمر وأن الوقت أصبح أضيق من أن يكفي برامج حياتي اليومية، لكنني اكتشفت أن الإحساس تجاه سرعة الوقت ووهنه في قضاء أمور الحياة لا يمسني وحدي! فقد تعمدت سؤال الأكبر مني سنا، ومن هم في عمري، وحتى الأطفال، الكل يشعر أنه في دوامة وأن اليوم والأسبوع والشهر والسنة تمضي بسرعة هائلة وبشكل غير منطقي!
ومضة
اليوم لمحة في ذكرى أعمارنا المنسية، اليوم هو الأمس وغدا، والحياة قد تضيع في لمح البصر، فإما أن تجاهد في إيجاد ميزان عادل يجمع بين جدك وهزلك، أو أن تضيع وتفنى كما فنى من قبلك! فالعمر والوقت أوهن مما تتوهم!.
كاتبة وأكاديمية بحرينية