العدد 5682
الأحد 05 مايو 2024
banner
الوعود غير المحققة للعمل المناخي
الأحد 05 مايو 2024

في مواجهة أزمة المناخ المتصاعدة على مستوى العالم، أصبحت الوعود والتعهدات عملة الأمل. ومع ذلك، وأثناء دراسة الإجراءات التي تقف وراء هذه التعهدات، يظهر نمط مقلق من الوعود غير المحققة، خاصة ونحن نواجه أسوأ فترة اقتصادية لخمس سنوات منذ ثلاثة عقود، والتي تتميز بمعدلات فائدة مرتفعة والدول النامية المثقلة بالديون، مع ضعف الاستجابة العالمية الشديد لتغّير المناخ.

وهذا يُعطى انطباعاً بالتقدم، وغالبًا ما يُرسم بألوان تفاؤلية وإحصائيات مستقبلية واسعة النطاق. ومع ذلك، تحت هذا الطلاء تكمن حقيقة مُثقلة بالمتاعب: إن العالم لا يزال يعاني من التحديات المستمرة. النمو الضعيف، والتضخم المستعر، وارتفاع درجات الحرارة العالمية القياسية ليست مجرد أرقام؛ بل هي مؤشرات على قضايا أعمق تؤثر على شرائح السكان الأكثر ضعفاً.


بصفتي رئيساً لإتحاد التحضر المستدام في نيويورك، أشير إلى أن النقص في العمل المناخي ليس مجرد فشل في التمويل، بل يمثل فشلًا في الرؤية. إن الفجوات التكنولوجية بين الدول، وعدم الاستقرار السياسي الذي يحبط جهود المساعدات، وعدم التوازن في التجارة الذي يعطل الاقتصادات، جميعها عناصر مترابطة لنسيج أكبر من الإهمال.


هنا أود أن أشدد على أوجه القصور المالية، حيث تراجعت المؤسسات الدولية والقطاع الخاص أكثر مما تقدمت. ومع ذلك، من الضروري التعمق في القضايا النظامية التي تديم هذه الدورة. لا تزال أهداف التنمية المستدامة، وهي مخطط لمستقبل أفضل، حلما بعيد المنال للكثيرين، مع اتساع الفجوة الرقمية واتجاهات الهجرة التي تعيد تشكيل التركيبة السكانية.


أحيل الجميع إلى فرضية إنه لا يمكن قياس ما لا يمكن قياسه، وأنه يجب أن يكون لدينا إطار بيئي محاسبي للدول، مثل الذي قمت بتطويره في عام 1999، والمعروف باسم "المحاسبة والتقارير المالية للتكاليف والالتزامات البيئية ". وقد تم تطوير هذا الإطار تحت إشراف المجمع العربي للمحاسبين القانونيين (ASCA) الذي أسسته في عام 1984، وتم إعداده بالتشاور مع هيئة الأمم المتحدة والمعايير الدولية للمحاسبة والإبلاغ (ISAR)، التي ترأستها.


يقف العالم عند مفترق طرق، حيث يكون الطريق الأكثر سهولة معبّدًا غالبًا بالمقولات الفارغة. إن الانطباع بالتغيير، الذي يتم تصويره من خلال الأرقام المزيفة وأنصاف الحلول، يضر بجوهر كفاحنا الجماعي ضد تغير المناخ. وبينما نمر بهذه الأوقات العصيبة، يصبح نداء العمل الحقيقي أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

يطالب العالم بخطوات ملموسة وقابلة للتنفيذ تتجاوز إغراء الأرقام المبهرة. فالوعود ليست كافية، بل ينبغي أن تنفّذ. وبوصفنا قادة ورعاة للأرض، يجب أن نوحد جهودنا لبناء مستقبل مستدام. ويجب أن تتحول وعود الغد إلى أفعال اليوم، من أجل كوكبنا والأجيال القادمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .