العدد 5682
الأحد 05 مايو 2024
banner
المأمول والمرتجى من قمة المنامة
الأحد 05 مايو 2024

نجحت الدول العربية حتى الآن، منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى، في إفشال وإعاقة التوجهات الأميركية بتهجير أكثر من مليون فلسطيني نحو سيناء المصرية أو الأردن. فواشنطن وعبر وزير خارجيتها أنطوني بلينكين، اقترحت في الشهر الثاني من الحرب توزيع زهاء مليون من الشعب الفلسطيني وأهالي غزة بين مصر والأردن والسعودية. لكنّ الدول الثلاث أبلغت الوزير الأميركي رفضها القاطع للفكرة، وصمدت حتى الآن في موقفها الرافض وعرقلت التوجهات الأميركية الإسرائيلية.

لكن أمام الدول العربية مجتمعة في 16 مايو الحالي حين تنعقد قمة المنامة مفترق خطر وحساس في المنطقة، وكما نجحت الدول العربية في الصمود برفض المقترحات الأميركية - الإسرائيلية بتهجير الفلسطينيين مجددا، فإن على الدول العربية المجتمعة هذا الشهر في قمة المنامة أن تحاول تحقيق خطوات أولية، وأن تكون بمثابة إعلان نوايا نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وتأكيد حل الدولتين ومحاولة فتح طريق لحل الخلافات الفلسطينية – الفلسطينية، وهذا ما يحقق - إذا نجح - أول خطوة جدية لإبعاد التأثير الإيراني على القضايا العربية وتحديدا القضية الفلسطينية. النجاح برفض التهجير وحده، لا يكفي. الدول العربية مطالبة بالمبادرة، والابتكار، لكي لا تعود القضية الفلسطينية المأزومة بانعكاسات خطيرة، في حال بقيت كما هي اليوم والتي من الممكن أن تنعكس على الأوضاع العربية قاطبة وتعود وتسمح لإيران بالتدخل والمزايدة والتحريض ومفاقمة الأزمة التي باتت في مراحل خطيرة. قوى الاستيطان الإسرائيلي الممثلة في حكومة بنيامين نتنياهو بالوزيرين إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، تقاوم مشروع الهدنة المطروح الآن لمصلحة الترانسفير، وتهديد الأخير لنتنياهو مؤخرا بالانسحاب من الحكومة إذا قبل بالاقتراحات المصرية للهدنة، ومنطلقه العميق أنّ الحرب تمهيد للاستيطان في غزة.


فهذه القوى تتحرّك وتهدف للعودة للاستيطان في غزة والتهجير الطوعي للفلسطينيين، وهناك خطط سرية لم تعلن من قبل إسرائيل والقوى المتطرفة لتهجير الفلسطينيين والاستيطان في غزة مجددا بعد تطهيرها من السكان وطردهم من أرضهم والاستيلاء عليها.


بسبب تعدد المنافسة والمخاطر من قبل التطرف الإسرائيلي والمزايدة الإيرانية يصبح موقف الدول العربية أكثر تعقيدا وصعوبة.


لهذه الأسباب يمكن القول إن قمة المنامة المقبلة قمة مهمة جدا وحساسة، وهي تفتح المجال أمام الدول العربية لإقفال الأبواب أمام التطرف الإسرائيلي والمزايدة الإيرانية. والحل الأنسب بعد رفض التهجير المبادرة للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، والعمل والمبادرة إلى إصلاح ذات البين وتخفيف التباعد بين الفلسطينيين خصوصا بعد بداية تحول في موقف حماس لناحية القبول بحل الدولتين كما ظهر عبر بعض المواقف مؤخرا.

كاتب وأستاذ جامعي من لبنان

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية