+A
A-

معصومة: يجب رفع سن زواج الفتاة لتختار الزوج الصالح

أفادت النائب معصومة عبدالرحيم، خلال مشاركتها في ندوة “البلاد”، بأن تعريف الطلاق العاطفي أو الانفصال العاطفي هو حالة يعيش فيها الزوجان منفردين عن بعضهما البعض رغم وجودهما في منزل واحد، ويعيشان في انعزال عاطفي، ونتيجة لذلك تصاب الحياة الزوجية بينهما بالبرود وغياب الحب والرضا وانقطاع الحوار والحديث بينهم، مضيفة “نحن نتفهم أن الأوان اليوم هو ارتباطنا بمنصات التواصل الاجتماعي التي أصبحت مثل ساحة إيواء لبعض العلاقات الزوجية، وعلى سبيل المثال عندما تقوم اليوم بزيارة إلى مطعم ما، فلا بد أنك ستلاحظ زوجين على إحدى الطاولات لا يدور بينهم أي نوع من الأحاديث”.
وأشارت النائب إلى أنه وبدلا من الحديث سترى أن كلا الزوجين يحمل بين يديه هاتفه الشخصي (النقال) ويتنقل بين البرامج والتطبيقات التي يحملها جهازه لتكون عوضا عن فتح باب الحديث مع شريك الحياة، وربما يبدأ الحديث عند ترك الهاتف وعند تناول الأكل فقط.
وقالت: ربما لا يعلم هؤلاء الأزواج أن المشكلات السلبية الناجمة من انقطاع الحديث بين الزوجين كبيرة ومخيفة جدا، ويترتب على توقف الحديث وتقارب الأفكار انخفاض في مستوى العاطفة بينهما بالتقادم، ويقود ذلك بلا أدنى شك إلى الطريق نحو المحاكم والطلاق، وذلك ما نراه اليوم على أرض الواقع مع الأسف الشديد، لأن الحياة الزوجية تبدلت وتبددت وأصبح مكان العاطفة مجرد أجساد والروح مطفأة.
وتحدثت عن إدمان الهاتف، وضربت مثالا عند دخول الأماكن الخاصة لبعض الأشخاص، وقالت “نجد في بعض الأحيان أن أحد الأزواج يقوم باستخدام هاتفه حتى في تلك الأماكن التي لا تستوجب سوى دقائق معدودات لتتحول إلى ساعة كاملة، وأيضا في المقابل نجد الأم تترك اللعب مع طفلها أو رضيعها والانشغال بالهاتف، فلابد من مواجهة أنفسنا بالسؤال التالي: هل نحن مدمنون على الهاتف ومنصات التواصل الاجتماعي وهل فقدنا حياتنا الزوجية أم لا؟ ولابد من اتخاذ القرار المناسب في ذلك الشأن”.
وأردفت “يجب علينا جميعا توجيه الأسئلة إلى أنفسنا باستمرار، إذا ما كان نسيان الهاتف يسبب حالة من الغضب والهلع؛ لأن الهاتف يمنحه الشعور بالأمان والرضا، ذلك الشعور الذي يفترض التمتع به في العلاقات الزوجية”.
وعلقت على بعض المحتويات التي تقدمها بعض حسابات عارضات الموضة (الفاشينيستا) في منصات التواصل الاجتماعي من عرض الأكسسوارات والمستلزمات النسائية خصوصا، وزياراتهم الدعائية للفنادق وغيرها من الأماكن السياحية، وأوضحت عبدالرحيم أن بعض الزوجات يستشعرن النقص بسبب ذلك المحتوى، على الرغم أن ذلك ليس كله حقيقيا، وقد ذكرت إحدى العارضات أن ما يراه الناس هو مجرد دعايات وإعلانات مدفوعة ونحن لا ندفع من جيوبنا، وذلك الأمر لا يعدو كونه خيالا.
وذكرت النائب أننا لابد أن يكون لدينا وعي استدراكي للمحتوى، ولابد من التمييز بين الواقع والإعلان، وألا تستدرج الفتاة أو الزوجة نفسها لتوقع حياتها الزوجية في مطب، من خلال محاولة مطابقة حياتها بحياة وهمية افتراضية صنعها أشخاص يفترضون، وتابعت بأن الزوجين اليوم مسؤولان كامل المسؤولية في التعامل مع منصات التواصل الاجتماعي وحتى من مجرد التعليقات السلبية التي نعتقد بأن لها تأثيرا سلبيا على صحة الإنسان النفسية في بعض الأحيان وما تلقي به على كامل الأسرة، وإذا ما تم وضع الحواجز كمصدات لنقل التأثيرات السلبية الناجمة من التعليقات المتجاوزة سيتم خلق مزيد من المشكلات بين الزوجين، فيجب أن تحكم الحياة الزوجية من المحتويات الداخلة لها.
وقالت: إن عالمنا اليوم رقمي بالدرجة الأولى، وقليل من يقوم بالمطالعة من خلال الكتب والكتيبات الورقية، وأنا أتحدث خصوصا عن الأجيال الجديدة، فهي متأثرة ومرتبطة بالمطالعة الرقمية، ولكي نتجاوز كل المشكلات الناجمة عن منصات التواصل الاجتماعي لابد من القيام بورش تدريبية ميدانية مخصصة لتدريب الزوجين على الحياة الزوجية، وهذا الأمر سيمنحهم الواقعية في التعامل مع المؤسسة الزوجية ومواجهة أخطارها بالعلم والعمل، ويجب أن تتضافر الجهود بين مؤسسات المجتمع الأهلي والرسمي لمواجهة تلك الأخطار وتحدياتها وصناعة محتويات قيمة نظرية وعملية تمنح الزوجين خارطة طريق ناجحة لحياة زوجية سعيدة، ولابد كذلك من الاستعانة بمدربين أكفاء لإعداد الزوجين لتلك المهمة، ولابد أن تتوافر في هؤلاء المدربين حياة زوجية صالحة للاستعانة بتجاربهم ونصائحهم من كلا الجنسين.
وأضافت: من الجهة القانونية والتشريعية أرى بأنه يجب أن يتم رفع سن الزواج عند الفتاة، وذلك لابد أن يتم من خلال مجلس النواب، ورفع سن الزواج عند الفتاة سيعطي الفتاة فرصة للنضوج والحكمة واختيار الزوج الصالح، ومن هنا أوجه رسالتي إلى بناتي الطلبة الجامعيات في كليات العلوم الاجتماعية خصوصا بأن يقمن بإعداد دراسة موثقة بتأثير منصات التواصل الاجتماعي على الزواج معززة بأرقام وإحصاءات سنخرج بنتائج وتوصيات لحل التحديات التي تواجه مؤسسة الزواج.
وأوصت بعدم التجاوب مع نشر المحتوى السيئ والسلبي في منصات التواصل الاجتماعي لأنه سيسهم في بناء مزاج عام سيئئ، ويجب التعامل مع المحتوى الرقمي في منصات التواصل الاجتماعي على هذا النحو حتى لا تتعمم الحالات التي تحاول فرضها بعض المحتويات بقصد أو من دون قصد.
ولفتت إلى البحث عن المحتوى الجيد في شبكات التواصل الاجتماعي، إذ يجب استغلال تلك المنصات من أجل الترويج من خلال أفلام بسيطة تؤطر لعلاقات زوجية ناجحة لأن الناس هنا طيبة وستتأثر مع مرور الوقت بالفكرة والمحتوى الجيد، وبذلك نستطيع القضاء على العناوين الرئيسة من التحديات التي يواجهها أي زوجين في هذا الشأن.
وختمت عبدالرحيم حديثها بأن المؤثرين في السوشل ميديا يجب أن يبحثوا عن المحتوى الجيد وعدم تلقيم الزوجين مشكلات زوجية جيدة؛ لأن المحتوى الجيد يعكس تربية الفرد وبيئته وما نشأ عليه، لأن الناس ستتأثر به في كلا الحالتين، والمحتوى السيئ لا يأتي إلا بالسيئ.