العدد 4887
الأربعاء 02 مارس 2022
banner
مجلس الأمن!
الأربعاء 02 مارس 2022

مجلس الأمن يذكرني دائما بأسماء الوزارات والوزراء في رواية ١٩٨٤ للأديب الإنجليزي الساخر جورج أورويل، حيث يأتي اسم كل وزير أو وزارة اسما على غير مسمى، وعلى سبيل المثال وزير الصدق أو وزير الحقيقة لا يقول كلمة واحدة صادقة، وكذلك وزير الإعلام الذي لا يسمع ولا يتكلم.


مجلس الأمن منذ إنشائه لم يثبت لنا مرة واحدة أنه اسم على مسمى، وأنه قادر على حفظ السلم والأمن الدوليين، مجلس الأمن بني على الظلم وحماية مصالح الكبار ومن يدورون في فلك الكبار، ولم يكن يوما نصيرا لأية قضية عادلة طالما أن أحد الكبار يرفض القرار، والأمثلة كثيرة على مدار تاريخ هذا المجلس الذي يقنن الظلم ويحمي المعتدي، إذا كان مجلس الأمن قد عجز مرارا وتكرارا على مدار تاريخه عن اتخاذ قرار ضد المعتدين من أتباع الكبار، فكيف سينجح في وقف الحرب في أوكرانيا التي أحد طرفيها واحد من الكبار أصحاب الفيتو؟


هل يمكن أن يصدر قرار من مجلس الأمن بإدانة الولايات المتحدة الأميركية مثلا؟ هل صدر قرار من مجلس الأمن بإدانة أميركا وبريطانيا وأوكرانيا أو ما يسمى بالحلفاء عندما قاموا بتدمير العراق دون حتى تفويض أو موافقة من مجلس الأمن؟ العالم يدار بعقيدة الغاب وهذه المنظمات ليست سوى تسميات براقة تخضع فيما تقوله وتنفذه لقوة الكبار أو لذات العقيدة، وبالتالي لا أمل في إصلاحها مهما كانت المقترحات ومهما كان العجز الذي تعاني منه.


لا شيء سوى القوة والردع والتوازنات والمصالح يمكن أن يحميك في هذا العالم، والدليل على ذلك خوف أوروبا وأميركا حاليا من دفع الرئيس الروسي إلى خيار شمشون وعلي وعلى أعدائي.. فكيف يسمى “مجلس الأمن” وهو الذي لم يحقق الأمن مرة واحدة منذ أن ولد؟ وكيف تسمى “الأمم المتحدة” في ظل كل الخلافات والصراعات القائمة بين أعضائها؟ أليس من الأفضل أن تسمى “الأمم المختلفة”؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية