العدد 4885
الإثنين 28 فبراير 2022
banner
دول تشعل الحروب ودول تدفع الثمن
الإثنين 28 فبراير 2022

الكثير من الشعوب ستدفع ثمن الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وربما يكون الثمن بالنسبة لهذه الدول أعلى بكثير من الدول التي أشعلت الحرب والتي شاركت فيها، والدول العربية ستأتي في مقدمة الدول التي ستدفع ثمنا لهذه الحرب التي أشعلها الكبار في هذا العالم.

فهناك دول عربية تستورد 80 بالمئة من القمح الذي يتناوله شعبها من كل من روسيا المصدر الأول للقمح في العالم وأوكرانيا المصدر الخامس للقمح في العالم.

وقد حذر معهد الشرق الأوسط للأبحاث من أنه إذا عطلت الحرب إمدادات القمح للعالم العربي الذي يعتمد بشدة على الواردات لتوفير غذائه، فقد تؤدي الأزمة إلى عدم استقرار في دول عدة.

وسوف تكون الدول ذات الأوضاع المتوترة والصعبة الأكثر تأثرا مثل السودان الذي يعاني من تراجع في احتياطاته النقدية، والذي كان الخبز سببا رئيسا في إسقاط نظامه السابق، ويأتي بعد ذلك اليمن الذي وصل إلى وضع مأساوي طبقا للمدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي.

ثم تأتي سوريا التي يمكن أن تتسبب الحرب في تجويع 12.4 مليون سوري، حيث تقول دمشق إنها تعمل الآن على توزيع المخزونات لاستخدامها على مدى شهرين، وبجوارها لبنان الذي أدى انهيار نظامه المصرفي إلى إفقار 80 بالمئة من شعبه، وانتقالا إلى المغرب العربي حيث تعتمد المغرب على القمح في صناعة الخبز والكسكس، حيث قامت الحكومة المغربية بزيادة مخصصات دعم الطحين إلى 350 مليون يورو، وعلقت الرسوم الجمركية على استيراد القمح، بسبب تلك الحرب. وإلى تونس التي تستورد 60 في المئة من القمح من أوكرانيا وروسيا والجزائر، ثاني مستهلك للقمح في أفريقيا وخامس مستورد للحبوب في العالم.

ولا ننسى أن مصر أكبر مستورد للقمح في العالم تستورد 50 بالمئة من روسيا و30 بالمئة من قمحها من أوكرانيا.

فماذا سيحدث عندما تقوم أميركا وأوروبا بإخراج روسيا من النظام المالي العالمي “سويفت”؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية