+A
A-

“جدحفص المركزية”.. فوضى غير خلاقة

اختلاط‭ ‬الحابل‭ ‬بالنابل‭ ‬بين‭ ‬الخضروات‭ ‬والأسماك‭ ‬واللحوم

انقطاعات‭ ‬بالكهرباء‭ ‬تفسد‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء‭ ‬

 

أكد تجار وأصحاب فرشات في سوق جد حفص المركزية أن أكثر من 25 سنة والسوق يفتقد لأبسط مقومات النظافة العامة ويعاني من الإهمال، لافتين إلى أنه عندما يحل موسم الشتاء تتكدس مياه الأمطار في جميع أرجاء السوق وذلك بسبب انسداد شبكات الصرف الصحي. وأجمعوا في زيارة ميدانية قامت بها “البلاد” للوقوف على احتياجات السوق، على عدم وجود مواقف سيارات للمرتادين، مما يضطر الزبائن بعض الأحيان لمغادرة السوق دون شراء شيء، وعبر البائعون عن استيائهم لإهمال الجهات المختصة لسوق جد حفص مقارنة بالأسواق المجاورة التي تم حل مشكلاتها والعمل على تطويرها.
انسداد شبكات الصرف الصحي
وأوضح بائع الأسماك محمود حسن بأن دورات المياه تالفة وغير صالحة للاستخدام في السوق، وتحتاج إلى صيانة وتنظيف بشكل يومي، حيث يفتقر السوق لتوافر المكيفات والمراوح والبنية التحتية الجيدة، بالإضافة إلى عدم توافر مواقف سيارات، مما يضطر الزبائن إلى المغادرة دون شراء اي شيء، وذلك تسبب لنا في خسائر كبيرة.
وأضاف محمود “نعاني في فصل الشتاء من تكدس مياه الأمطار في أرجاء السوق ويعود ذلك إلى انسداد شبكات الصرف الصحي، الأوساخ متكدسة في جميع أنحاء السوق وذلك ناتج عن عدم توافر حاويات بالقرب من فرشات البيع، مما يتسبب في انتشار الروائح الكريهة وانتشار الحشرات، بالإضافة إلى عدم تواجد عاملي النظافة بشكل دوري”.
وتابع بالقول “لجأنا إلى كبار المسؤولين لحل مشكلاتنا، ولكن لا جدوى في ذلك، ونحن على هذه الحال منذ أكثر من 26 سنة، وباتت السوق يشكل معلما غير حضاري، وهذا الأمر ينعكس سلبا على الصورة العامة للمنطقة والسوق التجارية. نحن نتلقى وعوداً من العام 2008 بأنه سيتم صيانة السوق، ولكنها وعود لم تطبق على الأرض إلى الآن، سوق جد حفص مهملة بشكل كبير ولا تلقى الاهتمام كباقي الأسواق المجاورة التي تم تطويرها والعمل على حل جميع مشاكلاتها”.  
تنظيم مفقود وعشوائية في التقسيم
بدوره، قال السمّاك محمد حسن “إن السوق تحتاج إلى تجديد، فالبلدية لا توفر لنا كافة أعمال الصيانة، فالمرافق الصحية غير نظيفة، وتوزيع الفرشات في السوق غير منظم، ونحتاج لتقسيم السوق إلى سوق خضروات، وسوق لحوم، وسوق أسماك كما الحال في الأسواق الأخرى، ولا يوجد مواقف للزبائن، وكثير منهم يعزفون عن القدوم بسبب عدم وفرة المواقف”.
وأضاف محمد “بعض الزبائن يشترون السلع وهم في السيارة أو عن طريق الطلب بالهاتف، كل أسواق البحرين شهدت تجديدات ما عدا سوق جد حفص، معظم الزبائن تأتي هنا لسوق الذهب في كل المناسبات، كثير من الأشخاص تحدثوا بشأن هذه المشكلات وكثير من المسؤولين جاءوا لزيارة هذا السوق، ولكن دون جدوى تذكر ولا شيء تغير”. 
رسوم تجارية فوق طاقة التجار
من جانبه، قال الجزاف مكي عطية إن أكثر المعوقات التي تواجه البائعين هي فرض رسوم سجلات تجارية لا يستطيع مدخول البائع أن يغطيها، بالإضافة إلى ضعف الطلب ويعود ذلك إلى إقبال المستهلكين على شراء الأسماك المستوردة أكثر من المحلية مثل السيباس والسيبريم ورغبة الأفراد في شراء الأغذية من المطاعم والمطابخ الخارجية. 
خسائر باللحوم الفاسدة 
بدوره، قال القصاب علي سعيد إن سوق جد حفص مهملة، وليست مثل باقي الأسواق في مختلف الجوانب، مضيفا “المرافق الصحية نحن من نعمل على صيانتها، ولا يوجد مواقف للسيارات في السوق، وعندما تتساقط علينا الأمطار تغرق الشوارع بالمياه، ونحتاج إلى تكييف السوق وخصوصاً في فصل الصيف”.
وزاد بالقول “أحيانا نخسر اللحوم بسبب انقطاع الكهرباء، منذ أكثر من 20 عاما يأتي المسؤولون وغيرهم للاطلاع على المكان وتسجيل ما يحتاجه السوق من صيانة وتجديد وتعديل، لكن لا شيء يتغير، في السابق كان توجد فقط سوق جدحفص يأتي الناس للشراء منه، ولكن الآن تنوعت الأسواق التجارية في كل المناطق، وقليل من الناس الآن يأتون لزيارتنا، وبالتي حتى لو كان هنالك مناسبات وطنية أو دينية أصبحت أياما عادية بمعدلات العرض والطلب المعتادة”. 
بدوره، قال تاجر الخضروات عبدالشهيد أحمد “كل شيء أمام أعينكم يحتاج إلى صيانة من أسقف السوق ومواقف السيارات  والتكييف، ونأمل من الحكومة التعاون معنا في توفير التكييف وكل شيء آخر، بعض الأوقات الجهات المعنية تلبي احتياجاتنا”.
وتابع أحمد بالقول “مع انخفاض عدد الزبائن توجه كثيرون الآن الى منصات التواصل الاجتماعي أبرزها (الانستغرام) للبيع والشراء، وبالتالي أصبح الزبائن شبه معدومين في سوق جد حفص، نحن هنا نبيع رسمياً فلا أريد أن أبدل طريقة بيعي للخضروات. أما بالنسبة لأيام العيد الوطني تصبح حركه السوق أفضل، فيكثر الزبائن بنسبة 20 %”. 
سوء جودة أسماك العمالة الوافدة
بدورها، أكدت أم حسين أحد زوار سوق جدحفص بأن تواجد أصناف متنوعة في السوق يسهل على المشترين الحصول على حاجاتهم بأسعار مختلفة، وطالبت بوضع حد للعمالة الوافدة لسوء جودة الأسماك التي يبيعونها بسعر منافس للتاجر البحريني.
وأضافت “المشكلة الملحة التي يواجهها غالبية زوار سوق جدحفص هي عدم توافر مواقف سيارات، مما يجعلني في بعض الأحيان السير لمسافات طويلة على الأقدام حاملة أمتعتي الثقيلة وبعض الاحيان أضطر لمغادرة السوق دون شراء أي شيء. وأطالب من منبر (البلاد) بضرورة اهتمام الجهات المعنية بالسوق؛ لكونها واجهة تعكس صورة وحضارة البلد”.