طالبوا “الصناعة” لتكون أكثر مرونة لتلبية احتياجات السوق
“المنامة المركزية” تغزوها الفئران ومرافق صحية بلا أبواب
أنظمة التكييف معطلة على الدوام والحصول على مواقف سيارات “شبه مستحيل”
الشاحنات الكبيرة تحول التسوق في السوق الى كابوس يومي
أكد تجار سوق المنامة المركزية وجود مشكلات رئيسة ومؤثرة لها وقعها على النشاط الاقتصادي في السوق، كانعدام النظافة في المرافق الصحية وانتشار القوارض والفئران وصيانة دورية معدودة لأنظمة التكييف وعدم صلاحية العديد منها للاستخدام. ولفتوا في جولة ميدانية لـ “البلاد” لتفقد أحوال سوق المنامة المركزية وما آلت إليه من ظروف، إلى أهمية إيجاد حلول لهذه المشكلات، إضافة إلى ضرورة حل مشكلة الشاحنات الكبيرة (التيلرات) بجانب سوق السمك التي تعرقل عملية دخول وخروج الزبون بسلاسة داخل السوق وانعدام مواقف السيارات المخصصة للمشترين. وبين التجار عدم التزام سوق الجملة بالضوابط المفروضة من قبل وزارة الصناعة والتجارة والسياحة مثل الوقت المحدد والمسموح لهم بالتواجد وبيعهم بالمفرد، مما يضر بهم وينافسهم ويكبد تجار البيع بالمفرد خسائر. كما أكدوا لـ “البلاد” أن وزارة الصناعة والتجارة والسياحة مطالبة إلى أن تكون أكثر مرونة في النظر إلى مشكلات السوق وإيجاد حلول جذرية لها في المستقبل المنظور، مناشدين أيضا الجهات المعنية؛ للوقوف على احتياجات الأسواق المركزية. وبالحديث عن العرض والطلب في سوق المنامة المركزية، أجمع التجار على أن الطلب على السلع الغذائية يزداد في الإجازات، خصوصا عطلة نهاية الأسبوع الخميس والجمعة والسبت، وعند نزول الرواتب وبعض الأشهر من السنة الهجرية كشهر رمضان المبارك وشهر محرم وبعض الأشهر من السنة الميلادية والتي تمتد من شهر يناير إلى شهر يونيو، فيما ينخفص الطلب في الفترة بين سبتمبر إلى ديسمبر.
ارتفاع سعر البيض 60 %
أكد تاجر الخضار والفواكه في سوق المنامة المركزية رضا البستاني، وجود أزمة بيض حاليا ليرتفع سعره بمقدار 60 % مما أدى إلى انخفاض الطلب عليه، لافتا إلى أن وقت نزول الرواتب من كل شهر والإجازات وعطلة نهاية الأسبوع يزداد الطلب على الفواكه خصوصا الحمضيات كالبرتقال والليمون؛ لأنها تساهم في الحد من التخفيف من أعراض فيروس كوفيد -19 مع تناولها بشكل مستمر. كما أشاد البستاني بمدى تعاون وزارة الصناعة والتجارة والسياحة.
وزارة الصناعة تتأخر في الرد
بدوره، قال تاجر الخضروات والفواكه سيد ضياء سيد عباس بأن مشكلة ظهور الفئران في السوق تعد مشكلة خطيرة تهدد المنتجات الغذائية، وكذلك مشكلة المكيفات التي يعاني منها أغلب التجار، حيث إنها لا تعمل بفاعلية جيدة في الصيف وتحتاج إلى صيانة دورية.
وبين سيد ضياء بأن المرافق الصحية تحتاج إلى صيانة عاجلة، وأنهم مستعدون لدفع مبلغ رمزي مقابل أن تكون الحمامات نظيفة، إلا أن الوزارة رفضت مقترحهم. متسائلاً “أين هي المرونة التي نسمع بها يا وزارة الصناعة والتجارة والسياحة؟ مؤكدا أن الوزارة تتأخر أحيانا في الرد عليهم وفي تلبية احتياجاتهم.
وذكر بأن وجود منافسين من أصحاب الفرشات خارج السوق يقلل من الفائدة المرجوة والعوائد المادية العالية، حيث كان في السابق البيع لديهم أكثر؛ لان السوق المركزية هي المسيطرة والوحيدة في المملكة. وذكر حول العرض والطلب بأن هناك مواسم يكثر فيها الطلب والبيع كالإجازات والأعياد ونزول الرواتب وعطلة نهاية الاسبوع الخميس والجمعة والسبت.
وبين أن الطلب شهد انخفاضا في فترة جائحة كورونا مع تدني مستوى البيع وظهور المنافسين وتوفر خدمة التوصيل للمنازل، خصوصا وأن السوق المركزية يفتقر الى هذه الخدمة.
لا حلول ناجعة لمشكلة المواقف
في السياق ذاته، ذكر تاجر الأسماك والجزاف علي سلمان أن سوق المنامة المركزية لم تشهد أي حلول ناجعة لمشكلة المواقف التي تتمثل بوجود الشاحنات الكبيرة “التيلرات” صباحا وظهرا، حيث إن وجودهم ينفر الزبائن من القدوم إلى السوق والتبضع، فبوجودها وأخذها حيزا من المواقف أمام مبنى السوق المركزية للسمك لم يعد هناك مواقف للمشترين الذي يأتون باكرا للسوق.
وأضاف سلمان “تضطر الشاحنات للانتظار لساعات؛ الأمر الذي يؤدي إلى هروب الزبائن وذهابهم للتبضع في مراكز بيع أسواق الأسماك الأخرى، لافتا إلى أن مواسم العرض و الطلب للسمك تزداد مع نزول الرواتب وفي الإجازات والأشهر العربية “محرم، صفر”. كما يقل الطلب مع وجود منافسين من الجالية الآسيوية وطرحهم أسعارا أقل من السوق. وأضاف بأن أسعار السمك في نزول الآن، حيث انخفض سعر سمك الصافي من 3 دنانير ونصف للكيلو ليصل إلى دينارين ونصف. وأشاد سلمان بكل الامتنان بجهود وزارة الصناعة والتجارة والسياحة؛ لتعاونهم الدائم والمستمر.
مرافق صحية من دون أبواب!
أفاد تاجر الخضروات والفواكه، بأنه لا توجد اي مشكلات تتعلق بالسلعة التي يبيعها، ولكن المشكلات تتركز على المرافق الصحية بصورة كبيرة، إلى درجة أنه لا توجد أبواب عند دخول الحمامات، بالإضافة إلى كثرة المشكلات المتعلقة بالتكييف وتعطله في موسم الصيف.
وبالنسبة للحركة التجارية في سوق المنامة المركزية، أشار إلى أن البيع والشراء هذه الأيام ليس كما كان عليه الحال قبل 5 سنوات، فالبيع حالياً يقتصر فقط على أوقات عطلة نهاية الأسبوع ونهاية الشهر.
أصحاب “الفيزا المرنة” يضرون بالسوق المركزي
من جهته، ذكر تاجر التمور زهير صادق بأن التجار الذين يبيعون بالجملة أصبحوا يبيعون بالمفرد، ولذلك تضرر البيع لديهم، مشيرا إلى أن بائعي الجملة يتواجدون في الخارج وليس داخل السوق، خصوصا من الأجانب حاملي الفيزا المرنة، لذلك فإن وجودهم في الخارج يضر بصورة كبيرة على تجار السوق في الداخل.
وأضاف صادق “بالنسبة للأجانب الذين لديهم فيزا مرنة ويبيعون بالجملة، سابقاً كان وقت بيعهم من الساعة 2 صباحاً إلى 7 صباحاً، ولكن الآن من الساعة 9 إلى 10 صباحا، ونناشد الجهات المعنية بوضع حد لهم”.
وبين أن التكييف مشكلة دائمة في سوق المنامة المركزية، حيث كانت خدمة صيانة المكيفات متوفرة فترة الضمان فقط، ولكن عند انتهاء الضمان لا توجد أي عمليات صيانة بالرغم من رفع عدة بلاغات من أجل حل هذه المشكلة.
وذكر صادق بأن وزارة الصناعة والتجارة والسياحة تتعاون مع تجار السوق، ولكن تأخذ الكثير من الوقت للتجاوب معهم، بالإضافة إلى طرح الكثير من المشكلات والبلاغات في موسم الصيف، ولكن لا يوجد تعاون أو تجاوب من قبل الوزارة.
وبالنسبة للعرض والطلب، أشار إلى أنه في المواسم والعروض يكثر الطلب، خصوصاً في الإجازات وفي نهاية الشهر عند نزول الرواتب.
مخالفات مرورية بالجملة لانعدام الباركات
بدوره، أكد الجزاف وتاجر الأسماك في سوق المنامة المركزية علي حسن مطوع، بأنه توجد الكثير من المشكلات التي يواجهونها في السوق ومن اهمها عدم تواجد مواقف للسيارات ولذلك تكثر الحوادث والاصطفافات الخاطئة والمخالفات المرورية.
وأضاف مطوع بأنه يوجد الكثير من الأجانب لديهم الفيزا المرنة ممن يبيعون في الخارج، مما يؤدي إلى أضرار كثيرة داخل السوق وقلة البيع.
وأشار مطوع إلى أن الحركة التجارية في السوق المركزية تزداد في شهري يناير وفبراير، وبالنسبة للأسعار، فتشهد تراجعات ملحوظة في الفترة من شهر سبتمبر إلى شهر ديسمبر، وتعود للارتفاع في الفترة من شهر يناير إلى شهر يونيو. وتابع بالقول “يكثر الإقبال على السلع في أيام الخميس والجمعة والسبت، وعند نزول الرواتب وبعد ذلك ينخفض البيع. لدي خدمة التوصيل سواءً للمنازل او المطاعم حتى نجاري الأوضاع التي فرضتها جائحة فيروس كورونا”. واستطرد قائلاً “أدعو المواطنين والمقيمين لشراء السمك من السوق، ولا يتم شراؤه أونلاين؛ لكي يتأكد المشتري من أن السمك طازج أم لا بعينه المجردة”.