العدد 5673
الجمعة 26 أبريل 2024
banner
أسبوع الثقافة التونسية في البحرين رسالة محبة وسلام
الجمعة 26 أبريل 2024

لا تزال الثقافة عموما والفنّ خصوصا من أهمّ عوامل التواصل بين الشعوب، ولا يزال المثقف يضطلع بدور كبير في جسر الفجوة بين أبناء الوطن العربي؛ إذ لم تمنع المسافات الطويلة التي تفصل تونس، في مغرب الوطن العربي، عن مملكة البحرين في مشرقه، من لقاء جديد يجمع نخبة من الفنانين التشكيليين التونسيين جاءوا من درة المتوسط من “باب بحر” يحملون مع الفن الراقي رسالة محبة وسلام إلى “باب البحرين”، حيث التقوا بزمرة من التشكيليين في درة الخليج، لقاء نهضت به إرادة الفنان بالرغم من التحديات؛ وكيف لا يكون ذلك وفي هذا اللقاء من البحرين الفنان الساحر عبّاس الموسوي ومن تونس الحُروفيُّ المبدع عبدالرزاق حمودة.
نعم، إنّه لقاء من أجل تبادل الخبرات والتجارب مهما امتدّت المسافات؛ فما يقرّب البحرين من تونس أكثر مما يبعدها عنها، وما بين تونس والبحرين قصة عشق لا تنتهي، سرديّة كتبها التاريخ بماء الذهب ويواصلها الحاضر من خلال شتى أنواع التبادل والتعاون بين البلدين، وهذه القصة تزداد اليوم جمالا وبهاء بأنامل هؤلاء التشكيليين من تونس والبحرين الذين جمعهم الأسبوع الثقافي التونسي في المنامة (21 - 28 أبريل الجاري). انطلق الأسبوع الثقافي البحريني التونسي رسميا  بافتتاح المعرض التشكيلي البحريني التونسي بحضور قنصل الجمهورية التونسية في مملكة البحرين لينة السبوعي، وعدد من الدبلوماسيين والمهتمين بالشأن الفني وأفراد من الجالية التونسية. 
 

ويشارك من تونس في هذا المعرض إلى جانب الفنان عبدالرزاق حمودة عدد من الفنانين وهم عبدالحفيظ التليلي والفنان سامي الفقي، ومنى فرجاني، وريم بن عبدالله، وطارق سويسي، وسيرين البوعزيزي، وكريم الظاهري، ومنى شوك، ومنى فارسي الصغير، وسيرين عضاضي ومصممة الأزياء هنيدة الغول الذين أثروا هذا المعرض وهذا الأسبوع الثقافي. كما يشارك من الجانب البحريني الفنان القدير عباس الموسوي، ومهدي الجلاوي، ومحسن غريب، ومحمود الملا، ونسرين ناصر، وطيبة فرج، وعقيل حسين، وعلي فردان. 
واللافت أنّ هذا الأسبوع الثري والمتنوّع جاء بمبادرات ذاتية من الفنانين في تونس والبحرين، ولاسيما مؤسسة عبدالرزاق حمّودة “تواصل عبر الفن” وصديقه الفنان مهدي الجلاوي، وهو ما يؤكد قدرة الفنان على إثبات وجوده بالرغم من التحديات المادية واللوجستية. ولكن هذه المبادرة الذاتية ما كانت لتكون لولا الدعم الذي وجدته من محبي الفنّ، بعيدا عن القنوات الرسمية، كبيت الفرج ورواق ألوان الشرق والجلاوي للتجارة وغاليري الفنان عباس الموسوي، و”بحرين آرت غاليري”، ومركز عبدالرحمن كانو الثقافي، و”كاد وولرد”.
لذا فالشكر كل الشكر لهم جميعا على تنظيم هذا اللقاء في البحرين حيث كان فرصة ليطلع أهل البحرين مباشرة على تجارب من الفن التشكيلي التونسي، كما كان أيضا فرصة للفنان التونسي حتى يطلع على تجارب من الفن البحريني وينهل من هذه الرحلة ما يغذّي قريحته، آملين أن تنبثق عن هذا اللقاء مشاريع إبداعية جديدة مشتركة بين الفنانين التونسيين والبحرينيين.

كاتب تونسي ومدير تحرير مجلة البحرين الخيرية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية