قرّر وزراء الإعلام العرب سنة 2021 اختيار المنامة عاصمة الإعلام العربي 2024، ويتزامن ذلك مع استضافة مملكة البحرين القمة العربية الثالثة والثلاثين لقادة وزعماء الوطن العربي ورؤساء الوفود في شهر مايو المقبل، وتجري الاستعدادات حثيثة لإنجاح هذين الحدثين البارزين في المنامة.
هو اختيار مستحقّ يؤكّد المسيرة التنموية الشاملة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ومكانة البحرين الثقافية والحضارية العريقة، فضلا عن مصداقية المؤسسات الإعلامية في مملكة البحرين ومهنيّتها العالية، ومسيرتها الإعلامية الطويلة، ما بوّأها مكانة مرموقة على خريطة الإعلام العربي والعالمي. 
ولا يخفى على المتابع القيمة الرمزية لاتخاذ عبارة “هنا البحرين” شعارا لهذه التظاهرة الإعلامية العربية؛ فهي الكلمات الأولى التي تكرّر بثّها عبر الأثير قبيل انطلاق أول بث إذاعي في مملكة البحرين عام 1940، وهي كذلك اسم مجلة “هنا البحرين” التي صدرت أول مرة عام 1957، وهي تتردّد اليوم كذلك لتؤكّد هذا التاريخ الطويل والحاضر المشرق للإعلام في البحرين، فالإعلام البحريني حريص على تقديم رسالة إعلامية رصينة تلتزم بأخلاقيات المهنة وتحافظ على الهوية العربية والإسلامية الأصيلة وتتمسك بالدفاع عن قضايا الأمة العربية العادلة.
وكان الإعلام ولا يزال “سلطة”، حيث يساهم في صناعة الرأي العام وتوجيهه والتأثير في القرارات ورسم السياسات، وهو كذلك “سلطة” بما يمثّله من هيمنة على المتقبّل في تشكيل وعيه وبناء ثقافته؛ لأنّ الإعلام مصدر للمعلومة ورافد للتعلّم بشكل مباشر أو غير مباشر. 


كاتب تونسي ومدير تحرير مجلة البحرين الخيرية