العدد 5673
الجمعة 26 أبريل 2024
banner
ولاية الفقيه وسيناريوهات الانتخابات المتوارثة
الجمعة 26 أبريل 2024

الانتخابات التشريعية في إيران مهزلة الأمس واليوم التي لن تنتهي إلا بنهاية هذا السيرك التراجيدي جملة وتفصيلا، وللأسف لم يمل أحدهم العربدة على سطح هذا السيرك على مدار أربعة عقود ونصف، سواء ملالي ولاية الفقيه أو تيار الاسترضاء والمهادنة الذي أسس ويساند النظام في إيران.
من المفترض أن تُشرع الدول والمؤسسات وحتى الأفراد الأسوياء من أجل الأفضل، من أجل النهوض بما يخدم الإنسان ويلبي متطلباته الحياتية اليومية ويصون كرامته ووطنه ومقدراته، ويرتقي به في دولة ديمقراطية يستطيع حمايتها ومؤسساتها الرشيدة من خلال صوته الذي يرسم وقائع الحياة ويحدد ما يجب أن يكون فيها بمنطق العدل والإنصاف، لكن ما يجري في إيران عكس المطلوب حيث يتوارث الشعب البؤس والخراب يوماً بعد يوم وانتخابات بعد انتخابات، وما جرى من انتخابات في إيران ليس سوى عمليات إنقاذ للنظام يقوم بها خامنئي من حين إلى آخر حتى وصل الحال به في نهاية المطاف إلى التوسل راجياً من عموم الشعب المشاركة في الانتخابات، محذرا من أن المقاطعة ستكون لها عواقب سيئة. يُدرك ملالي إيران بطلان العملية السياسية في إيران وعدم شرعيتها بمجرد العودة قليلا إلى رشدهم.. ويُدركون أيضا أن كل الحكومات المتعاقبة على إيران في ظل منظومة ولاية الفقيه حكومات تبنت الفشل، ولم يتمكن أحدهم من تحقيق أية مطالب للشعب أو الإيفاء بالوعود التي قطعوها على أنفسهم في كل مرة رغم نهبهم موارد الدولة في إيران والأموال التي أغدقتها عليهم الإدارة الأميركية وما نهبوه من أموال العراق، أما مشروع رئاسة الجمهورية الأخير حيث أقيمت مسرحية انتخابات مفضوحة جيء من خلالها بإبراهيم رئيسي استناداً لتجاربه في مجزر الإبادة الجماعية وقتل المنتفضين والإسراف في أحكام الإعدام، وآخر تجاربه في انتفاضة 2019 و2022، وبالتالي فهو أفضل الخيارات.


* كاتب عراقي متخصص في الشأن الإيراني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية