العدد 5667
السبت 20 أبريل 2024
banner
سيناريو المناورة وتقاسم الأدوار مع الغرب
السبت 20 أبريل 2024

أربعة عقود ونصف من التصعيد والتهدئة والمناورة وتقاسم الأدوار في مشاهد المسرحية التي يلعب فيها الغرب والملالي كل الأدوار لسيناريو واحد وإن تعدد الكُتاب، وبالنهاية لا مواجهة ولا مواقف حقيقية، سيناريوهات متجددة من عقد إلى آخر ولا متضرر سوى الشعب الإيراني وشعوب ودول المنطقة، ولا يحتاج الأمر إلى إثبات، فقادة جميع الأطراف اعترفوا بذلك بشكل أو بآخر، وما يجري على الأرض يكفي ولا يحتاج إلى اعترافاتهم، يكفيك أن تراقب بدقة لتفهم الحقيقة جيداً.
انتابتني نوبة من الضحك عندما سمعت بعض التصريحات التي تقول في جانب إن الإدارة الأميركية ردعت ملالي إيران وميليشياتهم، وفي جانب آخر تقول إنهم أرغموا الملالي على التخلي عن اليورانيوم المخصب لصناعة السلاح، وقد كان ذلك الدافع إلى كتابة النص. ما أضعف التصريح الذي تفوح سطحيته، أي ردع هذا الذي يتكلمون عنه؟ لا يصلح هذا التصريح للتوجيه إلى منطقة الشرق الأوسط التي تعي ما يجري جيداً بعد أن نفدت كل أوراق اللعب وبدأ الجميع اللعب على المكشوف، وقد كُشِف المستور في العقدين الماضيين، خصوصا فترة ما بعد العام 2003؛ لكن هذا التصريح قد يكون مناسباً لتهدئة الداخل الأميركي، وما يثير الضحك في هذا التصريح هو أنه خرج خارج السياق تماماً، وكأنما الأحداث وليدة اليوم، وكأنه لم يصرح الأميركان بالأمس القريب جداً وأثناء الضربات الجوية بأنهم لا يريدون الدخول في صراعٍ مباشر مع إيران، وقد تكرر هكذا نوع من التصريحات كثيراً، وقد كانت الضربة موجهة لميليشيات الملالي بالوكالة وكان لديها الوقت الكافي لإعادة تموضعها حتى لو كان ذلك جزئياً، وقيل إنها أخلت مواقعها وإن أغلب الضربات كانت لمواقع فارغة وهي نفس السيناريوهات التقليدية المُتبعة، (ألو مرحباً اسمحوا لنا سنقصفكم في التوقيت.. والموقع.. ولن نقتل أحداً).
* كاتب عراقي متخصص في الشأن الإيراني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية