العدد 5650
الأربعاء 03 أبريل 2024
banner
ما بين رئاسة مؤتمر نزع السلاح وتقرير لجنة تقصي الحقائق
الأربعاء 03 أبريل 2024

يبدو لي أن الأمم المتحدة كيانان يعملان بمعزل عن بعضهما البعض، ولا يترابطان إلا عندما يتطلب الأمر؛ الأول كيان يعني الكبار، وهو مسؤول عن القرار وتوجيه العالم كيفما ينبغي أن يكون، ويرسم سياساته الخمسة الكبار، والكيان الثاني هو الكيان الحقوقي المتعلق بحقوق الإنسان والمرأة والطفل وسائر الحقوق، وهو مشاع للآخرين ومعظم تطبيله للاستهلاك الإعلامي ولا يتجاوز كونه متنفسا لشكاوى الشعوب المستضعفة، وأغلب ما يصدر عنه غير مُلزِم إلا إذا تعلق الأمر بقضية تخص الكبار، وهذا هو المسار السائد منذ قيام تلك المؤسسة الدولية.
ويتزامن ترأس نظام الولي الفقيه مؤتمر نزع السلاح التابع للأمم المتحدة مع تقرير أممي مهم لبعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن انتفاضة 2022، حيث سلط الضوء على القمع الواسع ضد المتظاهرين في إيران، وأدان التقرير نظام الملالي، وقد عقدت هذه البعثة الأممية مؤتمراً صحافياً لتسليط الضوء على النتائج التي توصلت إليها والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي وقعت خلال الاحتجاجات، خصوصا ضد المتظاهرين من النساء والفتيات والمناضلين من أجل المساواة والحقوق، وقدمت البعثة بقيادة الخبيرة الأممية سارة حسين تحليلاً شاملاً للوضع وأشارت إلى أن جرائم ضد الإنسانية ارتكبت في سياق هجوم واسع النطاق وممنهج ضد المتظاهرين. وذكرت السيدة سارة حسين رئيسة البعثة بشأن مضمون التقرير قائلة: "طوال هذه الفترة ما شهدناه كان محاولة لإسكات كل من يسعى إلى تحقيق العدالة، وتُظهر تحقيقاتنا أن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان حدثت فيما يتعلق بالاحتجاجات بما في ذلك الوفيات غير القانونية، وعمليات الإعدام خارج نطاق القضاء والاستخدام غير الضروري وغير المتناسب للقوة والاعتقالات التعسفية والتعذيب".

كاتب عراقي متخصص في الشأن الإيراني
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية