العدد 5645
الجمعة 29 مارس 2024
banner
انتخابات مجالس ولاية الفقيه والعد التنازلي للنظام
الجمعة 29 مارس 2024


للحقيقة وجه واحد، لا يضاهيه وجه ولا يغطيه جبروت، وقد تنطلي الخديعة على البسطاء أياماً أو سنوات، لكنها لن تطول، فالحقيقة أبدية مشرقة. ما أثار استغرابي ودهشتي حديث وسائل إعلامهم بشأن الانتخابات ونتائجها، والقول.. إن 41 % من المؤهلين للتصويت شاركوا في الانتخابات، وهذا منافٍ للحقيقة تماماً، فبعض وسائل الإعلام والمراقبين المهنيين ذكروا بأن نسبة المشاركة لم تتخط الـ 8 % من إجمالي المؤهلين، وهذه النسبة أيضا لا تمثل التأييد الشرعي للحكم في إيران، إذ إن عدداً كبيراً من الناخبين المشاركين من الموظفون الحكوميون الذين أُكرِهوا على التصويت حفاظا على وظائفهم، وآخرين تم ترغيبهم في المشاركة بسبب فقرهم وحاجتهم، وتلك هي الأوساط التي يناور فيها النظام بكل ما أوتي من قوة لخداع المنكوبين من الناس، وأدرك النظام مسبقا أن النتائج لن تكون بأدنى قدر يمنحهم شرعية الحكم، لكن الانتخابات لابد منها لالتقاط بعض الصور اللازمة للتسويق الإعلامي، خصوصا أمام تيار الاسترضاء المساند للملالي في الغرب.
وتأكيداً على التزامنا بسلامة النصوص لدينا.. نتساءل وندعو الصادحين بحمد النظام داخل إيران وخارجها للتساؤل.. كيف يمكن تفسير فوز محمد باقر قاليباف مجدداً في هذه الانتخابات التشريعية، خصوصا في ظل مقاطعة الشعب للنظام وسيناريوهاته المعدة نتائجها مسبقاً سواء في انتخابات المجلس أو انتخابات رئاسة الجمهورية أو انتخابات مجلس خبراء مصلحة النظام، كيف يفوز قاليباف وآخرون بعضوية ما يسمى بـ "مجلس شورى النظام" مجدداً في حين تسقط أهلية 22 عضواً من أعضاء المجلس الآخرين ولم تتناول وسائل إعلام الملالي سبب سقوط أهلية هؤلاء الـ 22 عضواً، والحقيقة هي أنه تم توجيه غالبية الناخبين من الحرس وعوائلهم والباسيج وعوائلهم وعناصر الشرطة والأمن وعوائلهم نحو الصناديق لصناعة الفوز لمن يوالي النظام.

كاتب عراقي متخصص في الشأن الإيراني
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية