الاهتمام الذي توليه مملكة البحرين لاستضافة القمة العربية الـ 33 في 16 مايو القادم، ينبع من دعم المنامة مسيرة العمل العربي المشترك، وتحقيق التضامن العربي، وتعزيز القدرات العربية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. البحرين تميزت بأنها نموذج للسلام، كما أنها أكدت في عدة مناسبات أن السبيل لتحقيق الاستقرار هو نهج عادل وشامل لمعالجة كل القضايا لضمان الأمن والمصالح الحيوية لدول المنطقة. من الدلائل التي تشير لاستعداد المنامة لاستضافة القمة، تقارب الآراء مع مصر والأردن والإمارات للتأكيد على التكامل الاستراتيجي ووحدة الصف، وكذلك زيارة وزير خارجية مملكة البحرين للرياض، ومشاركة وزير المالية في اجتماع صندوق النقد الدولي بواشنطن باسم الدول العربية. هنا يشاهد العالم جاهزية البحرين في التحضيرات الجادة للمؤتمر، بحيث تكون قمة استثنائية في أهميتها ومواضيعها ومكانتها. إضافة لما سبق، تُعقد القمة خلال ظروف أمنية مضطربة، فالمنطقة تشهد حروباً ونزاعات وتوترات، وهناك مساع لقوى معروفة لزعزعة استقرار الشرق الأوسط، وازدياد خطورة التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل. كذلك تسعى القمة لوقف الاعتداءات الهمجية على المدنيين في غزة، مع زيادة المخاوف من أن تمتد المواجهة والصراع الشديد إلى نطاق أوسع، يشمل المنطقة بأكملها. أضف لذلك، استمرار الأزمات الخانقة في سوريا وليبيا واليمن، ودخول الاقتتال الداخلي في السودان عامه الثاني في حرب أودت بحياة الآلاف من أبناء الشعب السوداني وتسببت بنزوح نحو 9 ملايين من ديارهم.
سياسياً، هذه هي الفرصة السانحة للدول العربية لتجديد الشراكات الاستراتيجية الفاعلة مع الدول الصديقة القائمة على حفظ المصالح المشتركة. اقتصادياً، نجحت البحرين والصين بإطلاق منصة استثمارية بمليار دولار، كما احتضنت البحرين مشروع البورصة العربية، ونأمل أن تنجح أيضاً بالخروج بقرارات تضمن للمنطقة نقلة نوعية لتعزيز التكامل في المجالات كافة. المعطيات واضحة، ومن أهمها أن الدول العربية تمتلك إمكانات بشرية متقدمة وموارد طبيعية غنية وطاقات لوجستية متفوقة.
التهاني القلبية لقيادة وحكومة وشعب مملكة البحرين بمناسبة تصدر البحرين دول الخليج في توقعات النمو خلال 2024، رغم الظروف السياسية الإقليمية المعقدة، وكذلك لإطلاق برنامج (أنا لها) الذي يوثق تلاحم ومعدن الشعب البحريني.
* كاتب سعودي ورئيس الجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية