من أشهر الأقوال لجلالة الملك المعظم “حلمتُ بوطنٍ يحتضن كل أبنائه”، ولذلك دلالة بالغة على الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالته لتماسك النسيج المجتمعي، وأولوية أن يكون أبناء البحرين أسرة واحدة، لا يفرقهم شيء، وأن يبقوا محصنين إزاء أية محاولات تستهدف النيل من وحدتهم.
لطالما عرفت مناطق مملكة البحرين المختلفة من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، عمق الترابط ما بين أفراد الوطن الواحد، وهو ترابط لم ينجسه الجهل، ولم تتمكن منه المحاولات المقيتة طوال سنين من العيش المشترك ولم تستطع تفكيك دعائمه الراسخة من عمق تاريخ هذا البلد الذي يعتبر مثالاً يحتذى به في الوحدة الوطنية بإرادة عليا من قيادة حكيمة، ومن قناعات تربينا عليها وتشربناها منذ أن أشرقت نور الدنيا علينا في هذا الوطن الغالي على قلوبنا جميعاً. إنَّ محاولات التفرقة، ودس السم في العسل، وإثارة النعرات الطائفية، والتحريض على البغض، وازدراء المذاهب والأديان، لم تمثلنا يوماً كبحرينيين، وهي ليست سوى أساليب مكشوفة يتبعها كل حاقد على هذه الأرض، وكل من يحاول بهذه الطريقة البغيضة أن يتنفع دون جدوى، أن يعيش ويقتات على صراع غيره وتفرقتهم، من يحاول أن يظهر نفسه بمظهر المحب الغيور على الوطن، وأفعاله لا تمت إلى ذلك بصلة؛ فالغيرة على الوطن، والخوف على مصالحه في التفاف أبنائه حول قيادته وتماسكهم، وهو ما ألفناه وعهدناه، ولن نسمح ما بقينا أن يستهدف أحد تماسك مجتمعنا، وترابط أبنائه، ونسيجه المجتمعي، فهو عهد قطعناه على أنفسنا، وولاء تربينا على حبه، ونسأل الله أن يديم ذلك علينا، وأن يفشل أية محاولات للنيل من هذا التماسك المشهود.
* كاتب وأكاديمي بحريني