بعد انقضاء الشهر الفضيل، أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات، وحلول عيد الفطر المبارك، توقفت معه كامل المظاهر التي اعتدناها في هذا الشهر الكريم، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً به، وتتكرر في كل عام خلال أيامه ولياليه، إلى الدرجة التي تجعلنا نتمنى ألا ينتهي الشهر، ونسأل من الله عز وجل أن يعيده علينا بالخير.
السؤال الذي يرتبط بهذا المقام، هو عن سبب اقتصار المظاهر على شهر رمضان فقط، باستثناء السبب الرئيسي الديني بأفضلية هذا الشهر لأنه شهر القرآن، تتنزل فيه الرحمة، وتفتح فيه أبواب الجنَّة، وتفضيل لياليه التي تمثل ليالي القدر المباركة التي يغفر بها الله تعالى ما تقدم من الذنب، وما تمتاز به من عظيم البركات، وكثير الحسنات، وما لا يحصى من النعم على مجمل جموع المسلمين دون استثناء.
فلماذا لا تستمر الزيارات واللقاءات مثلاً بين الأهل والأصدقاء، ولماذا لا تتوطد أواصر المحبة بين الناس بالاجتماع وإقامة المآدب وأداء العبادات والأعمال الصالحة بوتيرة مشابهة أو أكثر مما هي معتادة في باقي شهور السنة، إلى جانب الكثير من المظاهر الحميدة الأخرى التي قد تقتصر على شهر رمضان المبارك أو أنها تزداد خلاله.
توديع شهر رمضان لا ينبغي أن يكون، إلا بمعاهدته على أن يستمر العطاء، وأعمال الخير، وهو ما لا يُعد غريباً أبداً عن الفرد البحريني الأصيل، الذي امتاز عبر الزمن بالخلق النبيل والمسارعة في عمل الخيرات.
* كاتب وأكاديمي بحريني