أشاد علي خامنئي، المرشد الأعلى للنظام الإيراني، في خطاب علني نادر يوم الأحد الماضي خلال اجتماع مع كبار قادة القوات المسلحة، وفي أول تعليق له منذ هجوم طهران المباشر على إسرائيل في الساعات الأولى من صباح يوم 14 أبريل، بالقوات المسلحة للبلاد على تصرفاتها الأخيرة، وشدد بهذه الطريقة على التصعيد الكبير في التوترات بين البلدين. وفي هذا اللقاء بمناسبة یوم الجيش وذكرى تأسيس الحرس الثوري، أشاد بإنجازات القوات المسلحة فيما أسماه “الحوادث الأخيرة”، وأكد على القوة العسكرية الإيرانية وصمود الشعب. وأشار خامنئي إلى أن القوات المسلحة قدمت صورة جيدة عن قدراتها وقوتها وصورة رائعة عن الأمة الإيرانية، كما أثبتت بروز عزيمة الأمة الإيرانية على المستوى الدولي. وشدد على التأثير الملموس لتصرفات إيران على المسرح العالمي، وشدد على أن الإنجازات الأخيرة للقوات المسلحة خلقت شعوراً بمجد وعظمة إيران الإسلامية في أعين العالم.
الحقائق الثابتة؟ لكن الحقیقة أن هجوم النظام الإيراني بأمر خامنئي كان نابعا من موقف ضعف بحت، وكان نوعا من استعراض للقوة الوهمية لمنع انهیار هيمنته الداخلیة وإخفاء ضعفه الفادح علی الصعيد الدولي، فلو كانت للنظام قدرة على العمل من موقف قوة لكان المنطق یقضي بأن يتم ذلك بشكل مفاجئ تمامًا ولیس من خلال الإعلان المسبق عنه! المقاومة الإيرانية، التي تحارب هذا النظام منذ أكثر من أربعین عاماً، تعرف جيداً طبيعة هذا النظام العدوانية وقد كشفت مخططات هذا النظام في المجالات كافة، بما في ذلك سیاساته في المنطقة الصاروخیة‌ والإرهابیة والنووية وغيرها، وبناء علی ذلك تم كشف دور نظام الملالي وخامنئي بالذات للعالم، ولذلك لابد من إدانة دور هذا النظام في هذه الحرب التي أدت إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى وتشريد ملايين الفلسطينيين.
* كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني