نعيش حياة مختلفة ونحن برفقة الكتاب الذي ينقلنا إلى عوالم مغايرة عن العالم الذي نعيش فيه، أحياناً بهدف المتعة وأحياناً بغرض الاستفادة وإثراء العقل بالمعلومات، لكن وظيفة القراءة كما وظيفة الكتابة أصبحت أعمق وأهم من أن تكون مجرد هواية تتم ممارستها وقت الفراغ، لأنها تجاوزت ذلك لتشكل أهمية كبيرة في الممارسات العلاجية، خصوصا في المجال النفسي، إذ تستخدم القراءة كإحدى التقنيات التي تساهم في تحسين الحالة النفسية لبعض الحالات، وذلك لما للقراءة من تأثير كبير على الدماغ، فذاك التفاعل الذي يحدث بين القارئ وحالة التفاعل التي يعيشها مع الكلمات ووفقا للتفسيرات العلمية (يتم تنشيط أجزاء مختلفة من الدماغ عند القراءة، مثل الفص الصدغي، والتلفيف الزاوي، وفوق الهامش، والفص الجبهي، وبالتالي تساعدك الاستجابات العصبية على فهم الكلمات أثناء القراءة، ويقوم الجهاز الحوفي في دماغك أيضًا بتنشيط العواطف).

لذلك فإن القراءة العلاجية تعد إحدى الوسائل المهمة لعلاج بعض الاضطرابات الشخصية والنفسية، ويمكن تضمينها وفق تقنيات المعالجة التي قد تكون مجدية مع بعض الحالات، خصوصا أن القراءة تعد وسيلة للشفاء النفسي من خلال انعكاس النصوص المكتوبة على التفكر والتدبر والتخيل وممارسة التأمل وزيادة التركيز في المعاني التي تساهم في إحداث تغيير في البصيرة وتحفز الدماغ نحو الإيجابية، خاصة إذا كانت الكتب المقروءة ذات مغزى وأهداف إيجابية تساهم في بناء الفكر وتحقق قدرا من السعادة والاستمتاع.

كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية