إن القدرة على التعبير عن المشاعر وإدارتها والتحكم فيها من المهارات الإيجابية والتي تساهم في تحسين الصحة النفسية لدى الأفراد، خصوصا أن المشاعر تلعب دورا كبيرا في إدارة الذات من خلال العملية المتبادلة التي تحدث بين الفكر والمشاعر، وذلك لما للجانب الوجداني من أهمية كبيرة في حياتنا وفي علاقاتنا على وجه التحديد.
من المهم جدا أن يتم تحجيم المشاعر التي يمكن وصفها بحد التعبير على أنها مزعجة أحيانا وذلك بقدر المستطاع وإيقاف استنزافها الخطير لأرواحنا من الداخل حيث لا يمكن أن تخلو الذاكرة الوجدانية من المشاعر السلبية في كل الأحوال، وهذا المؤشر الطبيعي لعملية التفاعل التي تحدث في مكونات الذات، لكن هناك بعض المهارات والتقنيات التي من الممكن أن تساهم في التخفيف من حدة المعاناة، خصوصا لدى الأشخاص الذين يعانون من المشاعر السلبية المزمنة لذلك وفي هذا الصدد يمكن التأكيد على أن (رحيل المشاعر السلبية يتطلب بالدرجة الأولى التوقف عن مقاومة المشاعر المؤذية، وذلك أن التعايش مع الشعور الحقيقي يعد صحيا، فنحن في مواقف الحزن من الطبيعي أن نظهر انكسارنا بحجم وشدة الموقف وضرره إلى أن يأخذ هذا الشعور حيزه ومن ثم يبدأ بالتلاشي تدريجياً حتى تبدأ مرحلة التعافي من جديد ونستمر هكذا في جهاد كل ما يؤذينا بوعي حتى تتشكل الصلابة النفسية).
إن إدراك تأثير المشاعر والأفكار السلبية في حياتنا يعد من الأمور المهمة جدا، خصوصا أن تفاعلنا في المنظومة الكونية البشرية قائم على إدارة الجانب العاطفي بالدرجة الأولى.

كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية