في منتصف السبعينيات التحقت بنظام جزئي في وزارة الإعلام وبالأحرى تلفزيون البحرين كنت مذيعة للأخبار اندمجت في العمل هناك فقدمت برامج للأطفال ومسابقات للطلبة وبرامج شعرية في الاذاعة وكنت منسقة ما بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الإعلام أنقل ما تقوم به المدارس من فعاليات مختلفة في المناسبات الوطنية والأعياد إلى التلفزيون بعدها سافرت إلى بريطانيا مبتعثة من اوزارة الاعلام لدراسة علم النفس التربوي برسالة التلفزيون وأثره على الأطفال بعدها عدت للبجرين لأعود للتعليم وعينت مساعدة ثم مديرة . كانت إدارة المدرسة من أصعب المهن التي عملت فيها فبالرغم من أنني أدير مجتمعا صغيرا يخصني الا أنني واجهت الكثير من المسئوليات والصعاب والتحديات لأسباب كثيرة فالعناصر البشرية التي تضم المدرسة من مختلف الجنسيات هن الدائرة التي يجب أن أوليها اهتمامي وتفكيري ولا أقصد هنا المعلمات فقط بل الطالبات لهن الأولوية لتحقيق الهدف الذي من أجله أنشئت المدرسة . هذا الصرح الجميل المتين الذي بدات به خطواتي القيادية يحمل في طياته العلم والمعرفة وقصصا من السعادة والألم والرضا وعدمه وقبل هذا مكان لتربية أجيال وأجيال توارثن المدرسة وتركن فيها ذكريات لن تنسى ابدا وستظل مفتاحا لمستقبلهن المهني وحياتهن القادمة . كنت مديرة لستة من المدارس الثانوية متفاوتة العدد موزعة في مناطق مختلفة ولكن بالإرادة الصلبة والعزيمة الصادقة والعمل الدؤوب وباخلاص منبثق من حب العمل استطعت تخطي هذه العقبات وتجاوزها بكثير من الإجهاد والتعب فقد كنت أشعر بالسعادة والرضا حينما أحقق هدفا او اساعد طالبة او ارضي معلمة او أعين عاملة او أحقق مشروعا من المشاريع التربوية التي تكون ضمن الخطة المدرسية ولكي أحقق بيئة تربوية محفزة لابد أن اكتشف بعض القدرات والكفاءات للاستفادة منها في عمليات التدريب والتطوير والبناء لذلك كانت مشاركتنا في المسابقات الثقافية والتربوية التي تطرحها الوزارة خلق جوا من التعاون والتآلف بين المعلمات والطالبات اللواتي يتنافسن من أجل إظهار مواهبهن المختلفة . اما التدريب فيعتبر جزءا لا يتجزأ من المنظومة التعليمية إذ نوليه اهتماما بالغا سواء في المجال التخصصي او العام وأقصد بالعام هنا النواحي المتبعة في إدارة الصف وأسلوب الطرح والتعامل مع الطالبات وضغوط العمل وغيرها من المعلومات التي يجب أن تصل للطالبة بطرق مبتكرة ومشوقة . ان ما يشرح صدورنا ويفرحنا كإدارة مدرسية ان تكون العلاقات جيدة بين فئات المعلمات واختلافاتهن لذلك كان من إحدى المهام الصعبة ان اخلق بيئة محفزة للتعايش وقبول الآخر والرأي الأخر وقد استطعت ذلك لايماني العميق بضرورة العمل من أجل الوطن ومستقبله ونمائه والحرص على توجيه الطالبات نحو مستقبل واعد لنهضة البحرين ورفعة شأنها محليا ودوليا .
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |