+A
A-

“سترة المركزية” تئن تحت وطأة “الفري فيزا” وانعدام الرقابة

فرشات‭ ‬السوق‭ ‬أكل‭ ‬عليها‭ ‬الدهر‭ ‬وشرب‭ ‬ولا‭ ‬تصلح‭ ‬للاستخدام

مطالب‭ ‬طارئة‭ ‬لتكييف‭ ‬السوق‭ ‬وصيانة‭ ‬المرافق‭ ‬العامة

 

أجمع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الفرشات‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬سترة‭ ‬المركزية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬باعة‭ ‬“الفري‭ ‬فيزا”‭ ‬يعيقون‭ ‬عملية‭ ‬البيع‭ ‬بعدم‭ ‬التزامهم‭ ‬بالقوانين‭ ‬المفروضة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬وعدم‭ ‬تجاوب‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬مع‭ ‬شكاوى‭ ‬التجار‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬تعدت‭ ‬في‭ ‬قدمها‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬يعتبر‭ ‬الجزء‭ ‬الرئيس‭ ‬لركود‭ ‬السوق‭. ‬فيما‭ ‬أكد‭ ‬بعض‭ ‬الزوار‭ ‬والمتسوقين‭ ‬خلال‭ ‬جولة‭ ‬ميدانية‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬أن‭ ‬السوق‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬الصيانة‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬تكييف‭ ‬السوق‭ ‬يعرقل‭ ‬قدوم‭ ‬الزائرين‭ ‬للتسوق؛‭ ‬نظراً‭ ‬للأجواء‭ ‬الحارة‭. ‬وأضافوا‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬مواقف‭ ‬شاغرة‭ ‬كافية‭ ‬لمركباتهم‭ ‬داخل‭ ‬نطاق‭ ‬السوق‭ ‬يجبرهم‭ ‬على‭ ‬ارتياد‭ ‬مراكز‭ ‬تجارية‭ ‬أخرى‭ ‬تتوفر‭ ‬فيها‭ ‬مواقف‭ ‬السيارات‭ ‬بكثرة‭.‬

تأجير‭ ‬وهمي‭ ‬للفرشات

وقال‭ ‬تاجر‭ ‬الخضروات‭ ‬والفواكه‭ ‬علي‭ ‬سلمان‭ ‬إن‭ ‬التأجير‭ ‬الوهمي‭ ‬للفرشات‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬الرقابة‭ ‬أضعف‭ ‬السوق،‭ ‬وقلل‭ ‬من‭ ‬زوارها،‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬تكاد‭ ‬الفرشات‭ ‬الحقيقية‭ ‬تعد‭ ‬على‭ ‬أصابع‭ ‬اليد‭ ‬الواحدة‭.‬

وأضاف‭ ‬“السبب‭ ‬الرئيس‭ ‬لعدم‭ ‬إغلاقي‭ ‬الفرشة‭ ‬هو‭ ‬تشبثنا‭ ‬بتجارة‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬إرث‭ ‬الوالد‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يحب‭ ‬هذا‭ ‬المكان”‭.‬

وأكد‭ ‬سلمان‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬التكييف‭ ‬والإنارة‭ ‬أمران‭ ‬أساسيان‭ ‬تفتقر‭ ‬لهما‭ ‬السوق،‭ ‬وأن‭ ‬إحاطة‭ ‬السوق‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الجوانب‭ ‬بالحواجز‭ ‬يجعلها‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للرؤية‭ ‬ويصعب‭ ‬الوصول‭ ‬لها،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬السوق‭ ‬صغيرة‭ ‬جداً‭ ‬وصيانتها‭ ‬لا‭ ‬تتطلب‭ ‬ذلك‭ ‬الجهد،‭ ‬وأن‭ ‬أصحاب‭ ‬الفرشات‭ ‬تواصلوا‭ ‬مرارًا‭ ‬و‭ ‬تكرارًا‭ ‬لكن‭ ‬دون‭ ‬جدوى،‭ ‬وأن‭ ‬الباعة‭ ‬متواجدون‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬وسط‭ ‬مرافق‭ ‬بالية‭ ‬ومتهالكة،‭ ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬لأصحاب‭ ‬الفرشات‭ ‬بالبقاء‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬وقت‭ ‬الظهيرة،‭ ‬ولو‭ ‬تمت‭ ‬الصيانة‭ ‬لاستمروا‭ ‬لفترات‭ ‬أطول‭. ‬

رقابة‭ ‬معدومة‭ ‬وفوضى‭ ‬“الفري‭ ‬فيزا”

في‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬قال‭ ‬سيد‭ ‬رضا‭ ‬أحد‭ ‬أقدم‭ ‬الجزافين‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬سترة‭ ‬المركزية‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1991‭: ‬“لقد‭ ‬عشنا‭ ‬طوال‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬جميع‭ ‬فترات‭ ‬ازدهار‭ ‬وانتكاسة‭ ‬هذه‭ ‬السوق،‭ ‬ولكن‭ ‬اليوم‭ ‬نواجه‭ ‬شحا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬معدلات‭ ‬الطلب؛‭ ‬بسبب‭ ‬كثرة‭ ‬الباعة‭ ‬المتجولين‭ (‬الفري‭ ‬فيزا‭) ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬رقابة‭ ‬لتطبيق‭ ‬القوانين‭ ‬عليهم،‭ ‬بينما‭ ‬ندفع‭ ‬نحن‭ ‬إيجارات‭ ‬فرشاتنا‭ ‬والتي‭ ‬نعاني‭ ‬من‭ ‬صغر‭ ‬مساحاتها‭ ‬البالغة‭ ‬120‭ ‬سم‭ ‬عرضاً‭ ‬و150‭ ‬سم‭ ‬ارتفاعاً،‭ ‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬فيها‭ ‬إلا‭ ‬عرض‭ ‬كميات‭ ‬بسيطة‭ ‬من‭ ‬الأسماك”‭.‬

وأضاف‭ ‬سيد‭ ‬رضا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مفتشون‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬نحصل‭ ‬على‭ ‬رد‭ ‬منهم‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المرافق‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬صيانة‭ ‬دورية‭ ‬من‭ ‬إنارة‭ ‬وغيرها،‭ ‬والتنظيف‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬السمك؛‭ ‬لكي‭ ‬نضمن‭ ‬قدوم‭ ‬الزائرين‭ ‬للشراء،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تكييف‭ ‬السوق؛‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬المعروض‭ ‬وراحة‭ ‬المتسوقين‭.‬

20‭ ‬عاما‭ ‬عمر‭ ‬فرشات‭ ‬السوق

من‭ ‬جانبه،‭ ‬قال‭ ‬تاجر‭ ‬اللحوم‭ ‬جعفر‭ ‬عباس‭ ‬إن‭ ‬الفرشات‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬استبدالها‭ ‬منذ‭ ‬نحو‭ ‬20‭ ‬عاماً،‭ ‬وهي‭ ‬الآن‭ ‬بالية‭ ‬للغاية‭ ‬ولا‭ ‬تصلح‭ ‬للاستخدام،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬المنظر‭ ‬العام‭ ‬للسوق‭ ‬غير‭ ‬لائق،‭ ‬لاسيما‭ ‬للزائرين‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬جودة‭ ‬البضائع،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬حرارة‭ ‬الشمس‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬التكييف‭ ‬أمران‭ ‬معيبان‭ ‬للسوق،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬للحوم‭ ‬الحمراء‭ ‬أن‭ ‬تصمد‭ ‬خارج‭ ‬الثلاجات‭ ‬إلا‭ ‬لدقائق‭ ‬معدودة،‭ ‬بعدها‭ ‬يبدأ‭ ‬لونه‭ ‬بالتغير‭ ‬ويضطر‭ ‬الباعة‭ ‬إلى‭ ‬تكبد‭ ‬خسائر‭ ‬من‭ ‬جيبهم‭ ‬الخاص‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬متابعة‭.‬

وبخصوص‭ ‬الحركة‭ ‬التجارية،‭ ‬أوضح‭ ‬جعفر‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬رفع‭ ‬الدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬عن‭ ‬أسعار‭ ‬اللحوم‭ ‬أصبح‭ ‬البيع‭ ‬ضعيفاً‭ ‬مقارنة‭ ‬بما‭ ‬سبق،‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬النسبة‭ ‬زادت‭ ‬لما‭ ‬يقارب‭ ‬الـ‭ ‬150‭ %‬،‭ ‬مما‭ ‬أثر‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬معدلات‭ ‬استهلاك‭ ‬المواطنين‭ ‬للحوم‭.‬

وفيما‭ ‬يخص‭ ‬آراء‭ ‬مرتادي‭ ‬السوق،‭ ‬قال‭ ‬المتسوق‭ ‬جعفر‭ ‬رضي‭: ‬“باعتباره‭ ‬سوقا‭ ‬رئيسا‭ ‬في‭ ‬سترة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أوقات‭ ‬العمل‭ ‬فيه‭ ‬حتى‭ ‬المساء‭ ‬لنتمكن‭ ‬من‭ ‬القدوم‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الفترات‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬الفترة‭ ‬الصباحية،‭ ‬ومن‭ ‬المشكلات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬يجمع‭ ‬عليها‭ ‬الزائرون‭ ‬هي‭ ‬ضرورة‭ ‬تكييف‭ ‬المكان‭ ‬وصيانة‭ ‬المرافق‭ ‬العامة‭ ‬فيه،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نتمناه‭ ‬كمرتادين‭ ‬للسوق”‭. ‬

من‭ ‬جهة‭ ‬ثانية،‭ ‬قال‭ ‬الزائر‭ ‬أحمد‭ ‬علي‭ ‬فرحان‭ ‬“آتي‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬للسوق‭ ‬وحالة‭ ‬السوق‭ ‬دائما‭ ‬من‭ ‬سيئ‭ ‬الى‭ ‬أسوأ،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يشهد‭ ‬عمليات‭ ‬صيانة‭ ‬وتطوير‭ ‬عاجلة‭. ‬نحن‭ ‬أبناء‭ ‬منطقة‭ ‬سترة‭ ‬نستحق‭ ‬سوقا‭ ‬مركزية‭ ‬منظمة‭ ‬بمرافق‭ ‬متطورة‭ ‬حتى‭ ‬تصبح‭ ‬مؤهلة‭ ‬للتسوق‭ ‬وانعاش‭ ‬حركة‭ ‬البيع‭ ‬والشراء‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬أقدم‭ ‬الأسواق‭ ‬في‭ ‬المملكة”‭.‬