رضينا الجلوس على الحافة في مجمع 802 بمدينة عيسى والمجمعات المجاورة، حيث لا نعرف خدمة “5 جي” بسبب عدم وجود خدمة “الفايبر” في المنطقة، ووصلنا إلى العام 2021 ومازالت في البحرين الصغيرة مناطق لا تغطيها وتصلها خدمة “الفايبر”.
عموما.. صمدنا كثيرا مع خط الإنترنت المنزلي الثابت، وتأقلمنا مع بطء الخدمة على حد تعبير مايكوفيسكي “تأقلموا يا أهل المدن النائية مع ماكينة المياه المعطلة”، لكن كان علينا أن ندخل عالما أكبر مع مسألة التعليم عن بعد واستهلاك الأبناء الإنترنت بشكل أكبر مما مضى، وعندما استشرت أحد الموظفين في شركتنا للاتصالات، اقترح علي تركيب جهاز “راوتر” مع شريحة لأنه من المؤكد سيكون أسرع مليون مرة من الخط الثابت، ولم أكن أعرف أنه بمجرد التعاقد مع الشركة للحصول على “الراوتر” سأدخل قلب الإعصار، والقصة كما يلي..
قطعنا خدمة الخط الأرضي، إذ لا يمكن أن ندفع على خطين، ووضعنا المدعو “الراوتر” في المنزل مع باقة سريعة جدا “هكذا يفترض”، وكأنك يا بوزيد ما غزيت، بل الأمر ازداد سوءا، ببعض الأوقات يعمل بصورة اعتيادية، وبأوقات أخرى يتحول إلى سلحفاة مريضة، تعطلت دراسة الأبناء، وتعطلت أشغالنا أيضا، وعندما راجعت الشركة كل ما فعلوه هو تحرير بلاغ، ولا مجال للنقاش.. “طيب” استرجعوا جهازكم لأنني لم أستفد منه.. “مسامحة.. عليك دفع قيمته 69 دينارا”، “طيب” أعيدوا لي خط البيت الثابت فعلى الأقل أرحم، وسنأخذ بنصيحة مايكوفيسكي.. “عليك بتقديم طلب جديد وقد يستغرق وقت برمجة الخط الجديد حوالي أسبوع”، شعرت أن الشركة حصرتني في زاوية ووجهي للحائط ولابد من رفع منديل الاستسلام.
إحدى الموظفات قالت لي وهي تجلس على مقعد مرتفع.. ربما المنطقة ليس فيها تغطية.. “يا سلام”، خط ثابت وإنترنت منزلي بطيء بسبب عدم وجود “فايبر” وأيضا قد لا توجد تغطية للـ “واي فاي”! هل نعيش في الثلاثينات أو العصور الغابرة، يفترض أن الشركة تعرف أين يوجد الإرسال من عدمه، وتطلع المواطن على التفاصيل، لا أن تتركه يغرق ومن ثم تمد له يد المساعدة والإنقاذ بشروط.
للمسؤولين في الشركة.. أطلعونا على نور الإجابة كما نور الفجر فوق المآذن.