+A
A-

حسن الديري... مزيج من العمل التجاري والحكومي والخيري

تاجر لؤلؤ وتنفيذي بهيئة الاتحاد الوطني وانتخابات المجلس التأسيسي

في مزيج فريد من نوعه بين مزاولة مهنة التجارة والعمل الحكومي والخيري، تميّز المرحوم حسن بن عباس الديري في مباشرة مهام عدة على المستوى الحكومي والأهلي داخل البحرين وخارجها.

وبحسب السيرة التي رواها رجل الأعمال، علي حسن عباس الديري، عن والده الوجيه حسن بن عباس الديري (رحمه الله)، فقد تمرس المرحوم بتجارة اللؤلؤ على يد والده المرحوم حاجي عباس الديري، حيث كان دائم السفر إلى الهند لبيع اللؤلؤ البحريني في ثلاثينات العقد الماضي. ثم بدأ بعد ذلك بافتتاح أول محل له لبيع المواد الغذائية في منطقة الدير لينتقل بعدها لفتح محل آخر لبيع مواد البناء في سوق باب البحرين بالمنامة في فترة الخمسينات.

وقام الراحل في العام 1956 بتأسيس حملة للحج والعمرة بالتعاون مع صديقه المرحوم الشيخ منصور بن الشيخ سلمان الستري، حيث كانت تكلفة الحج آنذاك 450 روبية شاملة المأكل والمشرب و350 روبية من دونهما.
وكان الراحل (رحمه الله) مختارًا لقريتي الدير وسماهيج وكان المسؤول والمصدق الأول لمن يريد استخراج جواز السفر، حيث كان مقر مكاتب الجوازات آنذاك في مبنى باب البحرين بالمنامة، وكانت هذه الوظيفة تطوعية من دون أي مقابل مالي. كما كان من أوائل التجار في البحرين الذين يزودون إدارتي الأشغال والصحة بمواد البناء في فترة الستينات والسبعينات.

وقد ولد الراحل في قرية الدير بالمحرق العام 1914، إذ عمل مع والده المرحوم الحاج عباس بن يوسف الديري، أحد أعيان ووجهاء الدير وتجار اللؤلؤ في مدينة المحرق، الذي كان دائم السفر إلى الهند مع صديقه المرحوم الحاج عيسى بن عبدالله مطر لبيع ما يحصل عليه والده من اللؤلؤ في موسم الغوص، حيث تعتبر مدينة بومباي من أشهر المدن التجارية في ذلك العصر.

كان الراحل عضوًا في هيئة الاتحاد الوطني منذ العام 1954، وأحد أعضاء المكتب التنفيذي الثمانية، فيما كان أعضاء الهيئة آنذاك نحو 120 عضوًا يمثلون جميع مدن وقرى البحرين. وقد شارك الراحل في أعمال الهيئة الوطنية التي طالبت الاستعمار البريطاني بإصلاحات اجتماعية ومدنية على إثر انهيار سوق اللؤلؤ بعد الحرب العالمية الثانية العام 1945.

وبعد كساد سوق اللؤلؤ عمل كاتبًا في مركز شرطة المحرق لفترة من الزمن، وبعد ذلك توجه للعمل في مجال التجارة لبيع المواد الغذائية ثم مواد البناء في سوق باب البحرين، فهو من أعيان السوق ومحلاته مركزا لوجهاء وتجار مواد البناء وأحد رجالات المرحوم الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة ومرافقيه في زياراته الدولية الخاصة مع المرحوم الحاج إبراهيم بن حسن كمال.

شهرة في دواوين الحكومة

كان الراحل معروفًا لدى دوائر ودواوين الدولة، إذ تم اختياره مساعدًا لرئيس لجنة الانتخابات للمجلس التأسيسي في العام 1971 بعد الاستقلال وكانت له الأيادي البيضاء في مساعدة المحتاجين وحل المشكلات الاجتماعية بين أفراد المجتمع، والعمل على بناء المساجد والمدارس، والسعي لإصلاح ذات البين، حيث كان له مجلسان في الصباح والمساء يجتمع فيهما مع كبار رجالات المجتمع لتبادل الآراء والأحاديث التي تهم المجتمع.

كما كان الراحل عضوًا فاعلاً في نادي البحرين الثقافي والرياضي، حيث تعرف على مجموعة من رواد العمل الوطني والذي مهد لانضمامه إلى هيئة الاتحاد الوطني مع بعض رجالات الدولة، ويعرف عنه أيضًا أنه كان من أوائل العاملين في مجال التطوير العقاري آنذاك. وقد توفي المرحوم حسن الديري يوم الأربعاء 19 ديسمبر 1979 عن عمر ناهز 65 عامًا قضاها في الجد والمثابرة والاجتهاد، مخلفًا وراءه إرثًا متميزًا من المناقب والسيرة الحسنة عرفه بها القاصي والداني.

وفي معرض تعليقه على سيرته الكريمة، عبّر رئيس جمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة البحرينية، نائب رئيس المجلس العالمي لمنظمات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، عبدالحسن الديري عن فخره واعتزازه بسيرة والده المرحوم الراحل، قائلاً إنه كان شعلة من النشاط على جميع المستويات المهنية والاجتماعية لا سيما الخيرية منها، حيث كان (رحمه الله) محبًا للعمل الخيري وخدمة المجتمع وهو ما خلد ذكراه في نفوس الكثيرين ممن عايشوه وما زالوا يذكرونه ويستذكرون أفعاله الخيّرة، وهو ما سار عليه أبناؤه وأحفاده.