العدد 4545
الخميس 25 مارس 2021
banner
حبذا لو يقوم الوزراء أو الوكلاء بهذا الأمر
الخميس 25 مارس 2021

هناك منطقة قد لا يصلها تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية، لأنها وراء كواليس قلوب بعض مدراء الأقسام والمسؤولين الذين لديهم رغبة طبيعية في ظلم الموظفين وتفضيل جماعة على أخرى وخلق المشاكل والطعن في إخلاص الموظف المجتهد ومعاقبته بالنفي في أراض لا تصلها أبدا شمس الترقيات والحوافز، ومحاباة الموظف “النمام والكذاب والمنافق”، وكل من يسمح لنفسه بالتحلل والانحطاط... ديوان الرقابة المالية والإدارية لا يصلح القلوب السوداء وكل من ابتلي بعقدة الغرور والخبث ومحاربة الكلمة الصادقة التي يكون هدفها الصالح العام، لأن المسألة تتعلق بالإنسان نفسه وتربيته وأخلاقه وسلوكه وربما نظامه التربوي الذي يلف حياته بأكملها، فكما أن هناك جوانب إيجابية مشرفة في شخصية بعض المسؤولين تتسم كلها بالتمسك بالقيم والمثل طوال فترة خدمتهم، هناك أيضا جوانب سلبية زاخرة بالظلم وانعدام الذمة والضمير في شخصية مسؤولين آخرين، وهذه هي حكمة الخالق في الطبيعة.

إن أبشع ما قد يتعرض له الموظف في مسيرته العملية هذه النوعية من المسؤولين أصحاب المواقف المخزية والشريرة، محاربي العدالة في الدائرة أو القسم، فعلى سبيل المثال قد يأتي موظف إلى العمل في الوقت الرسمي أو حتى قبله كونه مجتهدا ويخاف الله، وملفه خال وصاف من الشكاوى، ومع ذلك لا يحصل على أية كلمة تشجيعية، بل التشجيع والإطراء ينثره مسؤوله أو مدير قسمه تحت أقدام الموظف الذي يأتي إلى العمل في الساعة الثامنة أو التاسعة صباحا كما تنثر ورود الأعراس والحفلات، وفي بعض الأحيان يتخطى الأمر إلى حدود لا يمكن تحملها من قبل الموظف المخلص والمجتهد وتوجعه وجع الجنائز، إذا لم يلتفت مسؤوله إلى عذره الطبي ومرضه ويعتبره مقصرا وغائبا عن العمل، ويساند غيره المتجاوز والغائب ويعتبره مستقيما وقدوة!

إن هذه الظاهرة وإن كانت موجودة بقلة في بعض الدوائر الحكومية تستحق الدراسة والاهتمام لأكثر من سبب، لأنها بعيدة عن العدسة وحبذا لو يقوم الوزراء أو الوكلاء أو من يملك القرار بعملية اختيار عشوائي للموظفين في كل دائرة أو قسم والتحدث مع الموظف والدخول إلى قلبه والاستماع إليه، فلربما هناك غابات من القهر مزروعة بداخله ولا يعلم بها أحد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .