دائما يكون التحدي حافزا كبيرا لتحقيق المعجزات التي لم يكن يحلم بها الإنسان وخصوصا في مجال التصنيع العسكري الذي فتحت له كل دول العالم الرصد والتدريس والإمكانيات والمرافق والبنى الأساسية والدعم المادي والمعنوي والبرامج الطموحة، ونحن في البحرين بدأنا فعليا وضع أرجلنا في هذا المضمار حيث تم تجميع الآلية المدرعة (فيصل) بوحدة الصيانة الفنية بقوة الدفاع بجهود محلية من قبل مهندسين بحرينيين، وحسب المواصفات الفنية المعتمدة دوليًا، وكذلك قدمت قوة الدفاع في معرض البحرين الدولي للدفاع أول آلية عسكرية معدلة من تصميم الرائد الركن سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة قائد قوة الحرس الملكي الخاصة وحملت اسم “ذيب”، لذلك نتمنى أن تستمر جهودنا في تطوير الصناعات العسكرية والتنسيق والتكامل بين مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، لاسيما أن لدينا العنصر البشري الذي يملك المؤهلات العلمية والخبرة العملية التي تمكنه من التصميم والتصنيع وإظهار كفاءته، بالإضافة إلى أن التوجه اليوم لتلبية الاحتياجات الأساسية من العتاد والمعدات العسكرية “الصغيرة” بات أمرا ضروريا ويسير بخطى متسارعة في كثير من الدول، فالشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية لديها مصنع للملابس والتجهيزات العسكرية تم افتتاحه عام 1995 ينتج البدل العسكرية ومختلف القطع والمستلزمات “البيريه” “ربطة العنق” “النطاق” وغيرها الكثير، وأيضا هناك مصنع للذخائر الخفيفة والثقيلة والمتوسطة، ومصنع ذخائر الطائرات التدريبية، ومصنع إنتاج العدد وقطع الغيار ومصنع الكبسولات، ومصنع المدرعات ومصنع أنظمة الاتصالات العسكرية.
لا ريب في أن الأسباب التي تجعلنا ندخل مضمار الصناعات الدفاعية وإن كانت بمراحل ونعتمد اعتمادا كاملا على النفس، تقلب السياسات العالمية واختلافها وهذا أمر طبيعي وله أسبابه التاريخية والفكرية، وهناك أمثلة كثيرة في الدنيا الواسعة برهنت وتعطي دائما البرهان على ضرورة الاعتماد على النفس بغية الوصول الى المعرفة، ومن هنا نتمنى إنشاء مركز للتدريب يكون تابعا لقوة دفاع البحرين مهمته البحوث والدراسات في مجال التصنيع العسكري وإعداد الكوادر المحلية بعد اكتسابها الخبرة والتدريب لتلبية احتياجاتنا من الصناعات العسكرية الخفيفة، فنحن نمتلك الرؤية العلمية والفكرية التي نسير عليها.