+A
A-

صاحب مشروع بحريني لطلاء الورود بالذهب: أطمح إلى التوسع وأدعو الشباب لإقامة مشاريع صغيرة

الابتكار موهبة قد تكون لدى كل شخص، والذكي من يقوم باستثمارها على شكل إنجازات يمكن أن تكون مفيدة وتؤثر عليه من الناحية المالية أولاً والنفسية ثانيا بحيث يمكنه أن يطور من مدخوله ويحسن وضعه في مثل هذه الظروف الاقتصادية التي نمر فيها جميعا. وحاليا أصبح لدينا العديد من أصحاب وسيدات الأعمال الذين يمارسون تجارتهم، سواء عبر محل تجاري أو بالمنزل أو عن طريق وسائط التواصل الاجتماعي. 

وفي لقاء مع طلال عبدالله صاحب أول حساب لصناعة الورود المطلية بالذهب تعرفنا على بعض الأمور التي يمكن الاستفادة منها وإليكم تفاصيلها.

 

البدايات

- من أين جئت بفكرة المشروع؟

في البداية جاءني أحد الأصدقاء وسألني إن كان لدي خلفية في الطلب عن طريق الإنترنت، فسألته عما يريد أن يشتري، فأخبرني أن هناك وردا صناعيا وطبيعيا مطليا بالذهب يباع خارج البحرين. وبعد مشاهدتي للصور أعجبت بالفكرة؛ خصوصاً أنها بضاعة جديدة ولم تنتشر في الدول العربية وقتها، وبالفعل تواصلت مع أحد المصانع المتخصصة في الطلاء بالذهب وشرحت لهم ما أريد فعله واتفقت معهم على الكميات والأشكال التي أريدها، وبالفعل تم التصنيع والتجهيز والحمدلله اتسلمت أول شحنة في غضون شهر تقريباً وبدأت بالمشروع.

 

- كيف استثمرت فكرتك وأصبح المشروع بهذا المستوى؟

في بداياتي كنت أطمح بأن تصل فكرة الورود لأكبر عدد ممكن من الناس حتى وإن لم يشتروا منها، ويكفيني أن يكون لديهم علما بأن هناك وردا مطليا بالذهب يباع في البحرين، لذلك قمت بوضع خطة تساعد في انتشار الفكرة بمعدل أكثر من المعتاد وقمت بمضاعفة ميزانية الإعلانات، ولله الحمد وصلت لمستوى يرضيني وأطمح لأفضل من ذلك. 

 

- هل كان لديك هاجس الفشل أو كنت مفعما بإحساس النجاح؟

لم أكن أهتم بأن المشروع سينجح أو سيفشل؛ لأن الهدف الأساس من خوض تجربتي كان الاستفادة وكسب الخبرة. وكنت اقرأ عبارات النجاح والتشجيع باستمرار وأصبح لها دور كبير في تشجيعي ومساندتي.

 

- كيف كان حجم الإقبال على المشروع في بدايته؟

في البداية كان الإقبال ضعيفا جداً، واستمر ذلك الحال لمدة شهر تقريباً، والسبب غالباً هو أن الزبائن معجبون بالفكرة والسعر ولكنهم لا يعرفون ما الغرض من اقتناء الورد وما الفائدة منه، فقمت بتوضيح الفكرة أكثر بشكل تفصيلي، مشيرا إلى أن الوردة تقدم كهدية لجميع المناسبات ومن الممكن استخدامها كديكور للمنزل والمكاتب، وقمت بتوفير وتصميم أشكال عديدة من المزهريات الزجاجية والقواعد لتتضح الفكرة والغرض من اقتنائها بصورة أفضل، ولله الحمد زاد الإقبال على الورد وأصبحت فكرته رائجة بين الناس.

 

الجانب الاقتصادي

- كم تبلغ الأسعار الورود التي تبيعها؟

تتراوح الأسعار حالياً بين 15 دينارا و45 دينارا، وتختلف حسب النوع، طبيعيا كان أو صناعيا، والإضافات على الوردة، كالنحت على ساق الورد مثلا أو القاعدة والمزهرية، وتم وضع الأسعار وانتقاؤها بعناية؛ لتناسب جميع الأذواق والقدرات.

 

- هل كانت الإعلانات مكلفة؟ 

الإعلانات لها دور كبير في نجاح أي مشروع، لذلك يجب أن نصرف مبالغ مالية كبيرة عليها ونطلق حملات إعلانية مستمرة كل أسبوعين تقريبا.

 

- باعتقادك هل عدد المتابعين (الفلورز) له علاقة بالدخل الاقتصادي للمشروع وساهم في تطوره؟

نعم فكثرة المتابعين تبين مقدار التفاعل مع المشروع إضافة إلى أنها توضح مدى إقبال الناس عليه، ولكن ليس في جميع الحالات، ففي وقتنا الحالي انتشرت برامج شراء المتابعين وأصبح معظم أصحاب المشاريع يلجأون لزيادة عدد المتابعين عن طريق تلك البرامج.

 

- من وجهة نظرك هل الأسعار مرضية للزبائن؟

وُضعت الأسعار بعناية وحرصت منذ البداية على أن تكون مناسبة لجميع الفئات ومعظم الزبائن يشيدون بها، وفي حال أن الزبون أُعجب بأحد الأشكال ولكن ميزانيته لا تسمح نساعده على اختيار نوع آخر أو نقوم بإعطائه سعرا مخفضا يناسبه.

 

- هل لديكم أوقاتا محددة للعروض؟

نعم، عادة في المناسبات الاجتماعية، مثل عيد الفطر والأضحى عيد الأم وعيد الحب والذكرى السنوية لافتتاح المشروع.

 

 

صناعة الورد

- من المعروف أن الورد الطبيعي يذبل بعد فترة بسيطة، فكيف يدوم الورد المطلي ولا يتغير إلى الأبد؟

يتم انتقاء مجموعة من أنواع محددة من الورود الطبيعية التي تزرع في الخارج ويتم تفكيكها إلى أجزاء من ثم يتم طلاؤها بمواد عزل وحماية شفافة لتبقى على شكلها المعتاد ولا تتغير، بعدها يتم تركيبها مرة أخرى وتطلى بمادة معدنية خفيفة قبل طلائها بالذهب.

 

الدعم

-من الداعم الأول والأخير لك؟

والداي في المرتبة الأولى، وبعدها إخوتي والأصدقاء المقربون لي.

 

- من المعروف أن لكل شخص مستشارا خاصا، هل لديك مستشار بأمور التصاميم التي تخص المشروع؟

مستشاريي هم الأشخاص المقربون لي ومن أثق بذوقهم، إضافة إلى بعض الزبائن الذين يتعاملون ويتواصلون معي باستمرار.

 

- هل كنت تتوقع الوصول إلى هذه المرحلة؟

في البداية لم أكن أتوقع ذلك أبدا، خصوصاً أن الفكرة جديدة وتحتاج إلى وقت لكي تنتشر ويتم تقبلها.

 

- هل تلقيت الدعم من إحدى الجهات أو كنت تعمل لوحدك؟

عملت على المشروع لوحدي ولم أطلب الدعم من أي جهة؛ لأنني أفضل الاعتماد على نفسي قدر الإمكان، وتلقيت دعما من بعض الفنانين والإعلاميين ومشاهير “السوشيل ميديا” الذين تربطهم علاقة معي أو من أحد المقربين مني في البحرين وخارج البحرين.

 

التطور

- نعلم جميعاً أنك تمارس المشروع في المنزل وليس لديك محل تجاري، متى سنرى محلا يخص مشروعك؟

قريباً إن شاء الله.

 

 

- هل من الممكن أن تتجاوز الحدود المحلية وتصل إلى مستوى العالمية؟

التوسع والخروج بالفكرة أحد أبرز أهدافي وحالياً أعمل على هذا الموضوع.

 

- ما الإضافات التي تود أن تدخلها إلى مشروعك؟

نركز حالياً على الورود المطلية بالذهب فقط ومستقبلاً إن شاء الله سنضيف أشياء أكثر، سنعلن عنها في الوقت المناسب.

 

الانتقاد

- هل أنت من الناس الذين يتقبلون الانتقاد؟

نعم، فالانتقاد يفيد في نجاح وتطوير المشاريع.

- أثناء ممارسة المشروع هل واجهت انتقادات؟ وكيف تصرفت حينها؟

تلقيت الكثير من الانتقادات بخصوص بعض الأشياء البسيطة ولله الحمد تم تعديلها، وكنت أدون جميع الانتقادات منذ بداية المشروع لكي أقوم بتعديلها لاحقاً.

 

- باعتقادك هل الانتقاد له دور في تطور الشخص؟

طبعاً الانتقاد يساهم في تغيير تفكير الشخص ونظرته لبعض الأمور وربما يلفت انتباهه على شيء لم يكن في الحسبان.

 

الخبرة

- قبل البدء بمشروعك الخاص هل كان لديك خبرة؟

في البداية لم تكن لدي خبرة ولكنني كنت أقرأ قصص النجاح وأتمنى أن أكون من الناجحين.

 

- ماذا أضاف لك خوض تجربة المشروع؟

أصبحت ملما في أمور كثيرة تخص المشاريع خصوصاً الدعاية والإعلان، وحالياً أنا مستشار للمقربين مني والذين يريدون البدء في مشاريع خاصة.

 

العائلة

- في البداية كيف كان استقبال عائلتك لفكرة المشروع؟

كانوا فرحين وقاموا بمساندتي وهم أول زبائني.

 

- ما دور عائلتك من ناحية حماسك للمشروع؟

عائلتي تدعمني وتشجعني بشكل مستمر، وكان لهم دور كبير في نجاح المشروع.

 

التحديات والصعوبات

-ما أكثر شيء واجهت صعوبة فيه؟

عدم التقبل في بداية المشروع إضافة إلى مشاكل الشحن والاستلام وتخليص إجراءات الشحن ولكن مع الوقت تم حلها.

 

النصائح

- قدم نصيحة لكل شاب يريد البدء بمشروع جديد؟

توكلوا على الله قبل كل شيء وخوضوا تجربة المشاريع الصغيرة؛ لكونها تساعد على اكتساب الخبرات وإخراج الإبداع والطاقات، وابتعدوا عن الأشخاص السلبيين الذين لا يريدون تطوير أنفسهم. الإقتداء بمثل هؤلاء الأشخاص أمر جميل وذلك بما فيه من أسباب تطور الشخص لنفسه ولوضعه الاقتصادي، وكذلك سيؤثر على مجتمعه من ناحية إيجابية، فالجميع لديه موهبة أو ابتكار والله ميزنا عن بعضنا بعض، فلنتميز ولنستغل وجودنا على الأرض من خلال إنجاز أشياء تظل آثارها لأعوام عديدة.