العدد 2953
الإثنين 14 نوفمبر 2016
banner
السكون والحركة.. برنامج التميز مثالاً (1)
الإثنين 14 نوفمبر 2016

يقول الرئيس الأميركي الراحل جون كنيدي “إن هناك مخاطر وتكاليف لكل خطوة وحركة، ولكنها أقل وطأة من مخاطر وتكاليف راحة السكون بلا حركة على المدى البعيد”. انتهى الاقتباس.

فالحركة تعني التغيير، والتغيير يعني مواكبة التطور، وعدم مماشاة التطور يعني التخلف، والتخلف يعني بدوره الابتعاد أو إبعاد المنظمة عن التنافس، وهذا يؤدي إلى طريق واحد نهايته لا تحتاج إلى تحليل فهي معروفة. وهكذا فهي حلقات متصلة ومتواصلة. 

ترسيخ مبدأ الجودة والتميز يمثل للمنظمة - أي منظمة - الحركة الدائمة والتغيير المستمر. فالجودة والتميز - كما يقول رئيس مجلس إدارة شركة جنرال اليكترك جاك ويلش يخلقان مناخا مريحا للموظفين لتجاوز حدود مسئولياتهم المعتادة والخروج من الصندوق. هذا التوجه الإنساني في المنظمة - كما يسميه ويلش - يساهم وبفاعلية في تبني بيئة عمل تشجع الموظفين وتخلق لديهم الجرأة في تجربة الأشياء الجديدة. انتهى الاقتباس.

ولكن لا تزال هناك بيئات عمل تتهيب من الحركة والتغيير وتحاول أن تزرع هذا الإحساس بين العاملين. ريتشارد تمبلر يبدد هذا الإحساس بالخوف، فهو رجل عاش وتعايش مع بيئات عمل مختلفة ووضع تجربته أمامنا وفي كلمات قليلة، إذ يقول في هذا السياق إذا ما فكرنا بأقدام ثابتة، وتخلينا عن ضيق أفقنا، وتحركنا بسرعة ومرونة، ودرنا في مدار التغيير، واجتزنا تلك المسافة، فإننا لن نتعايش مع التغيير فحسب، لكننا سنكون أبطالا ومحترفين في التعامل معه. انتهى الاقتباس.

 والآن عزيزي القارئ أقدم لك مشروعا رياديا في وطننا الحبيب برعاية ومتابعة لصيقة من قبل قائد محنك يؤمن بالحركة فهي تعني برأيه التغيير الدائم.

(2) 

صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رجل فكر إداري يتمتع برؤية واضحة لما يريده للوطن وما يريده لأبناء الوطن ويرسم بمهنية القائد الإداري الذي تدعمه خبرات عملية متراكمة وممارسات وتجارب إدارية متنوعة - يرسم السيناريوهات المناسبة للمسائل التي قد تطفو على السطح أثناء رحلة التنفيذ.

السكون لدى سموه يعني الانتقاص من حقوق ومصالح المواطن، فهذا المواطن صاحب حق كما يؤكد سموه باستمرار وحقه يتمثل في الحصول على أفضل الخدمات وبأيسر السبل وبالأسلوب الذي يحفظ له كرامته واحترامه.

انطلاقا من هذه الرؤية جاء برنامج التميز ليكون إحدى الأدوات الفاعلة لتحقيق تلك الرؤية ولكونها تساهم وبفاعلية في إعادة هندسة ثقافتنا التنظيمية. لقد بارك سموه هذا البرنامج ورعاه منذ ولادته ويتابعه وبصورة مستمرة ليقف سموه وعن قرب على تأثير مخرجاته ومنجزاته على نوعية الخدمات المقدمة للمواطن، فسموه يؤمن بمنهجية الإدارة بالنتائج وهي المنهجية التي تدار بها المؤسسات الساعية إلى التميز. 

(3) 

أمام فريق الإنجاز والمتابعة والقياس الذي يقوده محمد بن إبراهيم المطوع بخبرته الواسعة والمتنوعة في الإدارة والفريق العامل معه، أمام هذا الفريق تحديات ثلاثة رئيسة، أولها ترسيخ ثقافة التميز في مؤسساتنا وثانيها القياس المستمر لتأثير منجزات البرنامج على الخدمات المقدمة للجمهور، أما التحدي الثالث فهو في رأيي التأثير على سلوكيات الأفراد في العمل (attitudes)؛ لتكون أكثر ميلا نحو الإنتاجية وتعزيز الإحساس بالمسؤولية والتقييم الذاتي لديهم.

لقد أتى هذا البرنامج في عهد المشروع الإصلاحي الرائد لجلالة ملكنا المفدى حمد بن عيسى آل خليفة؛ ليكون دعما ومساندة للمشروع، فهو - أي برنامج التميز - يعتبر أداة فاعلة في إعادة هندسة ثقافتنا التنظيمية كما قلنا آنفا؛ لترتقي بطرائق التعامل مع المواطن في حصوله على حقوقه من خدمات وبأرقى الأساليب، فالمواطن يأتي دائما في بؤرة اهتمامات قيادتنا الرشيدة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية