+A
A-

مجلس الرئيس.. الصديق والشقيق

بقلم: الدكتور عبدالله الحواج



دور طليعي قام به رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه في القمة الثانية لحوار التعاون الآسيوي بتايلند، تجلى ذلك الدور من خلال إزاحة السحب المخيمة منذ 30 عاماً على سماوات العلاقات بين الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية ومملكة تايلند، وبالفعل وبعد جهود كبيرة قام بها سموه تمكن بحنكته السياسية وبحكمته المعهودة، أن يرأب الصدع بين المملكتين الصديقتين، ونجح الرئيس الوالد في عقد لقاء بين رئيس وزراء مملكة تايلند ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير - قد يكون هو الأول منذ ثلاثة عقود على وجه التقريب.
سمو رئيس الوزراء عندما يشارك في القمم الدولية، فإنه يتمتع بحضور طاغ، بحركة واسعة تترك بالضرورة بصماتها، وتضع البحرين الصغيرة في مساحتها وسكانها في مقدمة الدول الراعية للسلام والأمن والاستقرار في العالم.
لقد ترأس سموه وفد مملكة البحرين رفيع المستوى إلى مملكة تايلند الصديقة، لم يكن همه الأول والأخير مجرد توطيد لعلاقات ثنائية، أو اجترار لاتفاقيات قائمة بقدر ما كان البعد الإقليمي والقاري مهيمنين على بوصلة الرئيس وهو يتحرك ببصيرة ثاقبة ومرونة بالغة لكي يكون لقارتنا الآسيوية كلمة مسموعة وسط المحافل الدولية صعبة الميراث.
إن سموه برؤيته الشاملة يدرك قبل غيره أن التعاون العربي الآسيوي يمكن أن ينطلق من حجر أساس قاعدته المحورية على الجانب العربي هي السعودية الشقيقة، وعلى الجانب الآسيوي هي مملكة تايلند الصديقة.
سموه يرى أن التعاون العربي الآسيوي يمكن أن ينطلق وبقوة من تلك القاعدة، هذا في حد ذاته يترجم حرص سموه على لمّ الشمل بين الصديقتين الكبيرتين “السعودية وتايلند”، ويعكس في الوقت ذاته - سياسة البحرين الخارجية القائمة على إشاعة روح الود بين الأصدقاء حتى يكون للتعاون الآسيوي تحديداً مذاقه المأمول، وتكون للقمة الثانية في بانكوك تلك النتائج التاريخية التي تحفر اسم الرئيس القائد بأحرف من نور.
إن آسيا عموماً والمملكتين تايلند والسعودية على وجه الخصوص - لن تنسيا أبداً الدور الرائد الذي قام به سمو رئيس الوزراء في مضمار إعادة العلاقات الحميمة بين الأصدقاء إلي سابق عهدها، وأن التعاون بين البلدين وإلى جانبهما مملكة البحرين - سوف ينتج عنه بكل تأكيد تأسيس مجموعة عمل قارية من شأنها أن تضع بلادنا في موقعها الطليعي - الطبيعي الملائم على الخارطة الإنسانية الجديدة.
لقد ألمح وصرح سمو رئيس الوزراء مراراً وتكراراً من خلال مجلسه العامر بأن الرؤية السياسية التي تتجاوز الحدود لابد وأن تتسم بالنضارة الفائقة، واللياقة المكتملة حتى نستطيع أن نعبر إلى ذلك العالم ونحن في كامل عنفواننا السياسي، وفي تمام وعينا الرشيد، لذلك نجح سموه في تقريب وجهات النظر بين مملكة تايلند والمملكة العربية السعودية.
لقد نجح الرئيس - القائد في مسعاه الدولي وأصبح ملء السمع والبصر، ومحطّ أنظار العالم أجمع وهو يقود مرتكزاً جديداً للتعاون القاري الأشمل والأقدر، والتفاهم الإقليمي الأعمق والأوسع.