التحليل الذي يفرضه منطق الأمور هو أن الأصوات الشاذة المتبقية التي تطلق على نفسها كلمة “المعارضة” يجب أن تختفي نهائيا وتستبعد وتترك الطريق الذي لوثته بركام من الأكاذيب والادعاءات والتزييف، والندوات “والحجي الفاضي” والمصطلحات الغبية والأمور التي لن تنفع أبدا، فقد أثبتت التجارب أنكم تريدون نحر الوطن وتهشيم أطرافه بالمؤامرات، وغبي من مازال يطلق عليكم كلمة “زعامات”، أنتم مجرد ظواهر استثنائية شاذة لا تلبث أن تزول، وصفحات من الشرور والخيانة.
حدثت تحولات كبيرة شملت المنطقة كلها وأنتم مازلتم تنظمون الندوات المليئة بالثرثرة والأكاذيب والطعنات للوطن، كل أسبوع تجتمعون في أوكاركم من أجل تمهيد الأرض للتعاون مع أجهزة الدعاية والفبركة والمنظمات المناصرة للإرهاب والتخريب وتفكرون في طريقة جديدة لتنفيذ عملياتكم القذرة. هل تتصورون أن لديكم سعة الحيلة وحسن التصرف والتوقيت في مواصلة هجومكم على البحرين وزيادة جرعة الفبركة والعويل؟ غبي من لا يزال يحيطكم بهالة التقديس ويستمع إليكم ويحضر ندواتكم وتجمعاتكم، والذي يضحكني كثيرا هو أن بعض من يحضر عندكم يريد أن يصعد درج النضال ويلوح بيديه بعلامة النصر “اللي ذبحتونا فيها” ويلبس ثوبا غير ثوبه بالقوة. أشخاص يعيشون خيبة الأمل ولا علاقة لهم بالسياسة، يريدون أن يكونوا أصحاب إنسانية مهدورة ومحن قاسية وتوتر وقلق وخوف، وأنهم ملتصقون بالكفاح والنضال وإلى آخر النغمة المعروفة عندهم.
مراسل صحافي ألصق نفسه ودخل “أحشاء النضال” عنوة وتحول بين يوم وليلة إلى مناضل يخوض الصراعات من أجل الإنسانية ونصرة المظلومين. وآخر لا يعرف الفرق بين الفيضان والبركان والغباء يسكن تاريخه كله أصبح بقدرة قادر الزعيم الذي لا يخطئ والمنظر العام للمجموعة بفلسفته عن الحرية.
هذه الروح المتعطشة لتخريب البحرين ورصيدها المشحون بالخيانة في ما تبقى من أوكار بعد الجمعية المنحلة “الوفاق” يفترض أن لا تستمر ولا تعطى أية فرصة للحركة، فالأكاذيب وقلب الحقائق ستوظف من جديد لأنهم صفوة المفبركين والكذابين، والمرحلة التي نحياها اليوم تتطلب منا بكل دقة تحديد الإطار الحقيقي للمعركة مع هؤلاء المطرودين من قلب الوطن الذين سيحاولون من جديد إنشاء شبكاتهم وتوزيع الأدوار وإعطاء البدائل. لقد كاد الوطن يضيع بفعل التوسع الملحوظ في مهام أمثال هؤلاء وتجمعاتهم.