العدد 2778
الإثنين 23 مايو 2016
banner
حرب إيران الافتراضية
الإثنين 23 مايو 2016

أعلنت طهران استخدام كل أسلحتها في حربها ضد أعداء الثورة بما فيها الأسلحة الإلكترونية، هكذا اصبح اللعب على الطاولة، هذا ما أعلنه قائد قوات البسيج العميد محمد رضا نقدي صراحة قائلا إن ايران لن تتوانى في توجيه سلاحها بما فيه سلاحها الالكتروني ضد القوى التي تستهدف المستضعفين في اليمن في اشارة واضحة للسعودية والتحالف الإسلامي العربي الداعم للشرعية، وهو ما حدث فعلا مع انطلاق عاصفة الحزم المباركة حيث تعرضت مواقع سعودية مهمة لمحاولات اختراق وقرصنة، ونحن كمتابعين للاستراتيجية الإيرانية العدائية لا نستبعد هجمات على القطاع المصرفي من خلال استراتيجية الهجوم الفيروسي لتدمير قاعدة البيانات البنكية ولابد هنا من التنبيه الى ضرورة اتباع اعلى درجات الحيطة والحذر في التعيينات في المصارف الكبرى فقد يكون سلاح العدو احد عملاء ايران من ابناء جلدتنا، كما ان نشر الفيروسات والدخول على قواعد البيانات المهمة لدول مجلس التعاون الخليجي ومؤسساتها ومحاولة التجسس عليها وارد ايضا، وهنا سؤال هل نحن اقوياء في العالم الافتراضي كما تتطلب المرحلة؟ بطبيعة الحال نحن نعاني منذ عقود من الاشاعة الالكترونية وتدمير الموروث الانساني والاسلامي بقصص موضوعة لغايات سياسية وكذلك السعي لتسطيح العقل العربي ببث التفاهات الافتراضية، الخوف كل الخوف من احتمالية اختراق المنظومة التسلحية التي توجه بموجب النظام الحاسوبي الالكتروني والدخول إلى قواعد التحكم لمنشآت دول الخليج العربي الحساسة في قطاع النفط، تحلية المياه، المطارات، القواعد العسكرية، المؤسسات الأمنية، فقد نجح الجيش الافتراضي الايراني سابقا في سرقة بيانات ومعلومات مهمة من بنوك كبرى حول العالم، وهنا لابد لنا ان نؤكد أن الأسلحة الالكترونية والتكنولوجيا الخاصة بالتجسس والرصد قد تمكن إيران بأن تغرق بها اليمن على غرار ما قامت به في سوريا والعراق ولبنان وتزويد هذه التقنيات لحزب الله مؤخرا، وعلينا ألا نستهين بالقدرات التخريبية للجيش الافتراضي لخامنئي فقد كانت إيران خلف هجمات إلكترونية واسعة النطاق استهدفت قطاع المصارف والنفط بالولايات المتحدة في سبتمبر 2013، وفي وقتها وجه المسؤولون الأميركيون أصابع الاتهام نحو إيران، كذلك سيطر متسللون يطلقون على أنفسهم الجيش الإلكتروني الإيراني على الصفحة الرئيسية لأهم محرك بحث في الصين وهو بايدو إنك بعد أسابيع من هجوم مماثل على موقع تويتر، وقال القائمون على موقع بايدو في حينها في بيان رسمي انه جرى العبث بموقع بايدو، ممّا أدى إلى عرقلة الوصول إليه وتعطّل محرك البحث لمدة أربع ساعات على الأقل ويتقدم بايدو على محرك البحث الأميركي العملاق غوغل إذ يسيطر على أكثر من 60 في المئة من سوق محركات البحث في الصين وأظهرت وسائل الإعلام صوراً للصفحة الرئيسية لموقع بايدو وهي تحمل رسالة تقول تسلّل الجيش الإلكتروني الإيراني لهذا الموقع بينما كانت الخلفية قاتمة ويظهر عليها علم إيران.
نظام ولاية الفقيه الدكتاتوري الذي يعتمد على القمع والسجون ومصادرة الحريات والتدخل في شؤون الآخرين يعيش كابوس وهاجس الثورة والانقلاب عليه، لذا يسعى دوما الى جعل المعركة خارج ارضه حتى لو كان ذلك عبر الفضاء الافتراضي ولعل التصريحات الأخيرة التي أدلى بها خامنئي قائلا إن الفضاء الافتراضي أصبح ساحة حرب حقيقية، داعيا رجال الدين والحوزات الدينية إلى النزول لهذه الساحة للتصدي للشبهات والأفكار الخاطئة والمنحرفة كما جاء خلال استقباله حشدا من رجال الدين من مدرسي وطلبة الحوزات الدينية في طهران خلال الايام الماضية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية