العدد 2746
الخميس 21 أبريل 2016
banner
“محمد تنوير” ضحية الحقد الأسود
الخميس 21 أبريل 2016

لا توجد جريمة أبشع من أن يموت الإنسان حرقاً، وما جريمة حرق المليشيات الإرهابية رجل الأمن “محمد تنوير”، إلا صورة متكررة لنفس الجرائم التي ترتكبها الحكومة البورمية عندما تحرق الشعب الروهنجي المسلم الناتج عن حقدها على المسلمين وكراهيتها لهم، وهي نفس الجرائم التي ترتكبها مليشيات الحشد الشعبي التابعة للحكومة العراقية الطائفية، حيث تقوم هذه المليشيات بحرق شباب أهل السنة أحياء، فلا غرابة إذا عندما تعود المليشيات بعد تدريبها على تنفيذ الجرائم الإرهابية في معسكرات التدريب في العراق وجنوب ولبنان إلى البحرين لتنفذ ما تعلمته، فالمدربون هناك ينتظرون نتائج تدريبهم ميدانياً، وما هذه المليشيات في البحرين إلا كتيبة من كتائب حزب الله، التي أنيط لها دور إسقاط الدولة، هذه المليشيات التي تقوم بالإشراف عليها الجمعيات الانقلابية، والتي أكد على هذا الدور أحد قياداتهم بتصريحاته التي هدد فيها باللجوء إلى العمل السري والمسلح في البحرين، وذلك حسب ما أدلى به لجريدة السفير اللبنانية بقوله “قد تفتح الأبواب أمام العمل السري والمسلح، وهو ليس خيارنا، وإنما خيار السلطة”، بالتأكيد لم يكن العمل الإرهابي الأول الذي ذهب ضحيته رجل الأمن “محمد تنوير”، ولن يكون الأخير، فالتفجيرات الإرهابية كانت ملازمة للمؤامرة الانقلابية، وما المظاهرات والمسيرات فقط إلا للتصوير الإعلامي حتى تظهر أنها مسيرات سلمية، وأما الجرائم الإرهابية التي تنفذها المليشيات التابعة للجمعيات فكانت لا تحوز على التغطية الإعلامية الكاملة من قبل المؤسسات ذات العلاقة، ولذلك استطاع الانقلابيون أن يروجوا أمام المجتمع الدولي صفة السلمية عن مؤامراتهم الانقلابية.
هذه المليشيات المجرمة التي نفذت العملية الإرهابية الأخيرة، هي مليشيات تتكون من مواطنين بحرينيين تغذت عقولهم على التحريض، ومازالت تواصل الجهات لديهم تغذية هذا الحقد من خلال المنابر وفي المناسبات، وكشفت المؤامرة الانقلابية حجم هذا الحقد الأسود الذي ملأ صدورهم وقلوبهم، من كبار السن والشباب وتلاميذ المدارس، ومن كل المستويات العلمية وأصحاب المناصب، الذين ظهر حقدهم علانية، وذلك عندما دعموا بمواقفهم المؤامرة الانقلابية، وكانت الاستقالات من كبار مسؤوليهم، والعصيان المدني كشف أن الحقد يتناقل من جيل إلى جيل، إذا الجرائم الإرهابية التي تنفذها هذه المليشيات ما هي إلا نتيجة طبيعية لحقد متراكم ضد المجتمع، وضد الدولة، والذي عبر عن حجم الحقد عملية حرق الناس أحياء، إنها نفس الجريمة التي قام بها أولئك الذين قتلوا أصحاب الأخدود حرقاً، وذلك حينما قام الملك فخد أخدوداً ثم ألقى الحطب والنار، ثم جمع الناس، فقال: من رجع عن دينه تركناه، ومن لم يردع ألقيناه في هذه النار، فجعل يلقيهم في تلك الأخدود، إذا هي نفس القصة اليوم ألا وهي العقاب بالحرق أو القتل تنفيذاً لانتقام وإرهاب الناس حتى يكون لهم ما أرادوا، أي إرغام الناس على قبول الشر، وذلك عندما اغتروا وظنوا أن لن يقدر عليهم أحد، إذ تمكنوا خلال هذه السنوات الماضية من تنفيذ جرائمهم، وبقاء الكثير منهم بعيدا عن العقوبة، العقوبة المشددة التي تطال رؤوسهم التي أفتت بحرق رجال الأمن وسحقهم، واستمرت سنوات تلو سنوات ومازال التحريض قائما على المنابر، من يظن أنه قد يصلح معهم حال فهو قد أخطأ خطأ كبيرا، وذلك حين ظن أنه يمكن أن يكون صلاح مع حقد أسود متأصل يربى فيهم منذ الصغر يتناقل من جيل إلى جيل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية