العدد 2743
الإثنين 18 أبريل 2016
banner
وقف دعم الجمعيات المريبة... ألمانيا مثالاً
الإثنين 18 أبريل 2016



نستعرض معكم بعض التقارير التي تصدر عن بعض الجمعيات السياسية التي شاركت في المؤامرة الانقلابية ضد الدولة، والتي لا تستحيي اليوم أن تتباكى على وقف الدعم المادي السخي الذي كانت تقدمه لها الدولة طوال السنوات الماضية، نعم قدمت الدولة كل الدعم المادي، وأعطتها فوق حقها، وجعلت منها مؤسسات ذات اعتبار، رغم ما صدر منها من شر وبلية، كما خصصت لها أفضل الأراضي لمقارها، وفتحت لأعضاء هذه الجمعيات أبواب البرلمان، كما أملت لهم وصبرت عليهم رغم إساءتهم المتواصلة للدولة.
وها هو واحد من مئات التقارير المسيئة للدولة، نشر على موقع جمعية الوفاق بتاريخ 23 ديسمبر 2011، يطالب المجتمع الدولي بمتابعة الوضع الأمني والسياسي في البحرين والتدخل في شؤوننا، وها هو تقرير آخر نشر على موقع ما يسمى “صوت المنامة” تحت عنوان “دوار اللؤلوة ليس الميدان الوحيد للنضال”، حيث توعدت الجمعيات نفسها بالاستمرار في الانقلاب، بقولها “إن ساحات البلاد وميادينها وشوارعها أماكن ومواقع تجدد فيها العهد بالاستمرار في النضال حتى تحقيق المطالب مهما طال الزمن”، كما اتهمت الحكومة أن شعاراتها زائفة، فكيف بعدها تدعم الدولة منظمات أو جمعيات تقذف وتشهر بحكومتها وتطالب جهات خارجية باحتلالها.
جمعيات قادت الانقلاب في البحرين، ولم تقف بحدود الداخل، بل تجرأت على الأمة الإسلامية جمعاء حين وصف أحد قيادييها الأمة أنها بدون شرف وأن شرفها الوحيد الذي تمتلكه هو حسن نصر الله، وذلك بعدما أعلنت وزارة العدل البحرينية اعتبار حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، حسب ما نشر في صحيفة “كيهان الإيرانية”.
هذه الجمعيات التي تحركت ضد الدولة في الداخل والخارج كان من المفترض أن تغلق، وتسحب مقراتها، لا أن تدعم مادياً من الدولة، وها هي الحكومة الألمانية تقوم بإغلاق جمعية “مشروع الأطفال اللبنانيين اليتامى”، بتهمة توفير مورد مالي لحزب الله، حيث صدر في بيان الداخلية الألمانية، أن الجمعية وفرت مورداً مالياً، لصالح مؤسسة الشهيد التابعة لحزب الله اللبناني ودعمت نشاطات تستهدف إسرائيل، مما يعد انتهاكاً لقانون الجمعيات في ألمانيا، كما حظرت نشاطاتها في كل الأراضي الألمانية، وقال وزير الداخلية الألماني في بيان له: “لا يحق لأية منظمة إنشاء جمعية على الأراضي الألمانية تتحرك ضد وجود دولة إسرئيل بشكل مباشر أو غير مباشر”، فكيف بالله عليكم لو كانت هذه الجمعية تتحرك ضد وجود ألمانيا؟
هذه الجمعيات التي تطالب اليوم بالدعم المادي من الدولة، هي نفسها تعاقب بفصل أي عضو فيها يصدر منه قذف وتشهير في الجمعية أو في أي من أعضائها، وهاهو بند في النظام السياسي لإحدى هذه الجمعيات ينص على أنه يحق لمجلس الإدارة فيها فصل العضو من الجمعية في حالة إخلاله بالنظام الأساسي أو اللوائح الداخلية للجمعية، أو قذف أو تشهير بغير حق الجمعية أو أحد أعضائها، وإذا صدر حكم جنائي ضده في جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة، وكذلك النظام السياسي للجمعية ينص على فصل العضو إذا صدرت منه الإساءة إلى الجمعية أو شخصياتها، أو ارتكاب مخالفة مخلة بالشرف والأمانة، فكيف بالله عليكم هذه الجمعيات لم تصدر منها إساءة فحسب، بل قادت مؤامرة انقلابية ضد الدولة، وشهرت وقذفت في الدولة والحكومة، ومازال أعضاؤها يواصلون التشهير والقذف وإشاعة التقارير الكاذبة ضد الدولة، وتتعهد بأنها ستجعل من ساحات البلاد وميادينها وشوارعها أماكن تجدد فيها العهد حت يتحقق لها إسقاط الدولة، فهل بعد هذه الخيانة الكبرى تكافئهم الدولة بمواصلة دعمها المادي، أو تقوم بإغلاق مقارها إلى الأبد، وذلك كما فعلت المانيا حين أغلقت مقر جمعية الأيتام لمجرد أنها تدعم منظمة تتحرك ضد وجود الدولة الإسرائيلية.
إن الدعم المادي الذي تقدمه الدولة للجمعيات هو من طيب نفسها وكرمها الفسيح، ولكن وقف الدعم المادي عن أي مشروع أو تنظيم أهلي يضر بأمن البلاد أياً كانت هويته ضرورة دينية ووطنية، وذلك حين يمنع الشر قبل أن يستفحل، ويقطع دابر الأشرار الذين لم ينفع معهم خير ولا جزيل العطاء.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .