+A
A-

عيال اليوم: أعطوني “الأيباد” وإلا سأكسر الأغراض وأضرب عن الطعام

تغضب الطفلة “نورة” ذات الثلاثة أعوام من والدتها، حين تسحب من يدها “اللوح الذكي”، تتشنج، وتضرب بيدها ورجليها أي شيء يصادفها، تبكي بشدة، ولا تتوقف، حتى يمرر الجهاز الى يدها مره ثانية.


طفلة ثانية عمرها سنتان ونصف واسمها “شوق”، يقول والدها للصحيفة إنها لا تأكل، ولا تقضم قضمة واحدة، إلا واللوح الذكي أمام عينها، تحب أن تشاهد “ماشا والدب” و “ديانا وروما” و “القرد والفيل” وغيرها من برامج الأطفال الشهيرة في تطبيق اليوتيوب.


في المقابل، تحدث محمد أحمد لـ “البلاد” عن المعاناة التي يعانيها مع أولاده الثلاثة، والذين تتراوح أعمارهم ما بين خمسة وثلاثة عشرة سنة، حيث يلبسون جميعهم النظارات الطبية، بسبب الألواح الذكية، وتأثيرها المباشر عليهم.


وتابع “بعد تعرض ابني الأكبر علي لضعف النظر بسبب الآيباد وحاجته الملحة للنظارة الطبية، وضعت قوانين صارمة على بقية اشقائه، حتى لا تتكرر المأساة، لكنها تكررت معهما الاثنين، حيث كانا يأخذان ألواحهما الذكية بعد أن أنام، ويستخدمانها تحت أغطية أسرتهم حتى الفجر، بعدها اضطررت لوضع أرقام سرية على الأجهزة، لكي أضمن أنهم لن يكرروا ذات الأمر، لكن سبق السيف العذل، حيث اكتشفت أنهما أصبحا بحاجة لنظارات طبية، أسوة بأخيهم الأكبر، وهو ما حدث”.


وزاد “أنا رجل كثير الانشغال، وزوجتي موظفة، ونحن مضطرون للعمل معا، لمواجهة تكاليف الحياة، لكن هنالك مشاكل تخرج لنا من العدم كهذه، ليس بسبب ضعف الرقابة فحسب، وإنما بسبب صعوبة السيطرة على الوضع، وهو حال الكثير من الأسر”.


وبهذا السياق، تشير الكثير من الأبحاث الى إمكانية تأثير استخدام الألواح الذكية بشكل مفرط على تحصيل الأطفال في الاختبارات الأكاديمية، خاصة بالنسبة للأطفال الذين يمتلكون الجهاز في غرفة نومهم.


ويمكن أن يؤثر الضوء الناتج من الشاشة على دورة النوم لدى الأطفال، ويسبب الأرق، على الرغم من أن العديد من الوالدين يستخدمونه لتهدئة الأطفال قبل النوم.


كما أن قضاء الكثير من الوقت أمام اللوح الذكي قد يقلل الحركة، وبالتالي تصبح فرصة خطر الإصابة بالسمنة أكبر، كما يمكن أن يؤدي مشاهدة الفيديوهات والبرامج ذات المحتوى العنيف، إلى جعل الطفل غير حساس تجاهها، وبالتالي يلجأ بعض الأطفال لتقليد ما يشاهدونه، أو أن يستخدموا العنف لحل مشاكلهم.