+A
A-

جمعيات: الهدف الأسمى تحقيق التكافل بين أفراد المجتمع

تتسابق الجمعيات والصناديق واللجان الخيرية وتعد عدتها قبل مدة من حلول شهر رمضان المبارك، ليس في البحرين فقط، بل في كل العالم العربي والإسلامي، لتقديم المساعدات الرمضانية للأسر المحتاجة.. تلك الصورة المشرفة هي واحدة من صور التكافل والتعاضد بين أفراد المجتمع.. فآلاف الأسر المعوزة أو ذات الدخل الأقل من المحدود، تواجه مصاعب في توفير مستلزمات الشهر الفضيل من أغذية واحتياجات ضرورية، وحتى يعيش الجميع فرحة وبركات شهر الله المبارك، لابد من أن تمتد الأيدي للأيدي بما تجود به من كرم وعطاء، حفظًا لكرامة كل محتاج.

رهن الإشارة

منذ أكثر من 40 عامًا، كانت جمعية الهلال الأحمر البحريني وجمعية البحرين الخيرية هما المؤسستان اللتان حققت الريادة في تقديم المساعدات الرمضانية وفق جداول تغطي كل مناطق البحرين، وتهييء لهذا العمل عشرات المتطوعين من الشباب والناشئة وكذلك النساء والرجال الذين لا هدف لهم سوى نيل الثواب من هذا العمل النبيل، ثم توالت مسيرة الخير مع نشوء الصناديق الخيرية ثم تحولها إلى جمعيات أضف إلى ذلك وجود أعداد كبيرة من اللجان التي تعمل في إطار الحي الواحد “الفريج” أو تسعى للوصول إلى المواطنين والمقيمين أيضًا من المحتاجين.

تلك المساعدات بدأت في شكلها الأول في طور بدايتها كمساعدات عينية ومالية أيضًا، فالكثير من التجار والميسورين من المحسنين، سواء كأفراد أو من خلال شركاتهم ومؤسساتهم، يقدمون تلك المساعدة، لكن الجميل في الأمر، أن هذا العمل تحول لدى البعض نحو مساعدة الأسر في أن يكون لها مصدر دخل ثابت كتدريب وتوظيف أبنائها مثلًا، أو مساعدتها في تأسيس مشروعها الذي تستطيع تنفيذه في مجالات الأغذية والعمل المنزلي والحرف ليكون لها مصدرًا يعينها على العيش بدلًا من المساعدات الدورية.

رفع إسم البحرين

ويرى مسؤول فريق “متطوعون للخير” فريد حسين الماس مبارك أن شهر رمضان هو بالفعل موسم السباق للخيرات في كل اتجاهاتها، وبالنسبة للفريق الذي ينشر قيم المساهمة الإنسانية في كل مكان يستطيع الوصول إليه، فهو يستند على جهود الكوادر البحرينية ليرفع إسم البحرين في مجالات الخير، وهذا ما حصل من خلال تنفيذ المشاريع الخيرية في عدد من الدول الأفريقية، ونحن في المجتمع البحريني، نجد في الموسم الرمضاني مساحة كبيرة من مشاركة الناس في تقديم المساعدات للأسر المعوزة، وبالتالي يبقى هذا العطاء مستمرًا طيلة العام.

إيمان وقناعة

ويؤمن رئيس لجنة العلاقات العامة بجمعية باربار الخيرية وهب الشويخ أن المجتمع البحريني يمتلك ميزة مهمة قد لا تجدها في الكثير من المجتمعات، وهو أن الجميع، حتى الموظف أو العامل البسيط، يبادر ويقدم ما يستطيع من مساعدة، لطالما هناك فئة محتاجة في المجتمع، وهذه الفكرة هي جوهرية من ناحية تأسيسها على إيمان وقناعة بأن البركات تأتي من نيل رضا رب العالمين، وها نحن نرى كيف يتسابق الناس من خلال المساعدات والسلال الرمضانية بل ومن خلال برامج إفطار صائم وجمع الصدقات كلها من أجل رسم البسمة على وجوه أبناء الأسر المحتاجة.

تبرعات

وهناك من يشارك في أعمال الجمعيات واللجان، ولهذا يرى المواطن حمد العجمي ضرورة مشاركة المصارف والشركات والمؤسسات في دعم عمل الجهات الخيرية حتى تتمكن من أداء عملها، فجمعية الهلال الأحمر مثلًا تقدم مساعدات سنوية إلى ما يزيد على 4 آلاف أسرة في مختلف المناطق ومنها مساعدات عينية ونقدية، ونقرأ في كل عام برامج الهلال وغيرها من الجهات الخيرية استعدادًا للشهر الفضيل، ونشعر بالاعتزاز والفخر بالتجار ورجال الأعمال الذين يقدمون التبرعات المالية سنويًا لإنجاز هذا العمل.

تكريم الداعمين

وانطلاقًا من رؤية جمعية المحرق للعمل الخيري المرتبطة بأصالة الشعب البحريني في تكافله الاجتماعي من أجل رفع المعاناة عن الأسر الفقيرة والمحتاجة، يشرح عضو الجمعية يوسف البناء البرامج والأنشطة المعتادة خلال الشهر الفضيل ومنها البدء بالالتقاء بوجوه الخير والداعمين للجمعية من أجل الحصول على الدعم المالي لتنفيذ البرامج ومنها تقديم الدعم والمساعدات الرمضانية المختلفة للأسر المسجلة في كشوف الجمعية بدءًا بالسلال والمبالغ النقدية وكذلك اللحوم والدجاج وتنفيذ مشروع إفطار صائم.

وتقديرًا لجهود الداعمين، يتم تنظيم غبقة لتكريم المساهمين من التجار والمؤسسات وأعضاء الجمعية العمومية..وما أود قوله هو أن هذا السباق الرمضاني الكريم، يعكس الروح الصادقة والمحبة للخير لدى أهل البحرين، ونحن بعون الله مستمرون في هذا العمل، لطالما هناك أسر تعيش العوز، ونسأل الله أن يمكننا من المساهمة في تنمية المجتمع من كل النواحي.