+A
A-

هل ينطلق الدولار الرقمي في عصر الكورونا؟

تعتزم الإدارة الأميركية إرسال شيكات إلى المواطنين في غضون أسابيع كجزء من حزمة تحفيز لمعالجة التداعيات الاقتصادية من انتشار كورونا. ولكن المشرعين لم يذكروا شيئاً عما سيفعله ملايين الأشخاص الذين ليس لديهم حسابات مصرفية بهذه الشيكات بمجرد استلامهم لها.

ويجيب الكاتب “مورجان ريسكس” في رؤية تحليلية عبر وكالة “بلومبرج أوبينيون” أن الأشخاص الذين ليس لديهم حسابات مصرفية من الأميركيين سيزورون منافذ صرف الشيكات والشركات المالية المماثلة، إذ سيكلف تحويل الشيكات إلى نقد ما يصل إلى 3.5 % من القيمة الاسمية.

هذه ليست مشكلة لهذه الأسر فقط، من وجهة نظر الحكومة يعد إرسال الشيكات المادية للأفراد مكلفًا وغير فعال، وفي الأزمات الوقت هو الأساس.

وعندما يكون التباعد الجسدي أمرًا بالغ الأهمية، فإن تقليل الحاجة إلى تسليم الماديات - مثل الشيكات وأوراق الدولار - سيكون جيدًا للجميع.

الحل: هناك حاجة إلى دولار رقمي، عملة يمكن لجميع الأميركيين استخدامها للتعامل في اقتصاد القرن الحادي والعشرين، وتوفر هذه الأزمة فرصة مثالية لإنشائها.

ولكن كيف يتم ذلك؟ يمكن للكونجرس منح جميع مواطني الولايات المتحدة خيار تلقي أموال التحفيز عن طريق فتح حسابات رقمية أو محافظ مباشرة مع الاحتياطي الفيدرالي.

ستحظى “حسابات الفيدرالي” بمجموعة واسعة من الفوائد طويلة الآجل، والأكثر وضوحاً أنها ستعزز الشمول المالي لأن ما يقرب من 7 % من الأسر الأميركية تفتقر إلى حساب مصرفي، و 1 % أخرى لديهم حساباً مصرفيًا ولكنهم لا يزالون يعتمدون إلى حد ما على مقدمي الخدمات غير المصرفيين باهظة الثمن.

وستضع حسابات الفيدرالي هذه الأسر في التيار المالي الرئيسي، دون رسوم أو حد أدنى من الأرصدة، وسيصبح نظام الأموال والمدفوعات الأميركي بمثابة بنية تحتية عامة شبيهة بالطرق والأرصفة والمكتبات العامة والنظام القضائي.

ويمكن للبنك الأميركي إجراء “هليكوبتر الأموال” (هي سياسة مالية توسعية يتم تمويلها من خلال زيادة المعروض النقدي وتنطوي على طباعة مبالغ كبيرة من المال وتوزيعها على الجمهور من أجل تحفيز الاقتصاد) مباشرة في هذه الحسابات المصرفية للتحفيز الطارئ.كما سيستفيد المستهلكون وتجار التجزئة لأنه على عكس البنوك الأخرى لن يفرض الاحتياطي الفيدرالي رسومًا على التجار الذين يقبلون بطاقات الخصم الخاصة به.

وسيحافظ الدولار الرقمي أيضًا على وضع الدولار كعملة عالمية مهيمنة - وهي ميزة اقتصادية هائلة للولايات المتحدة، حيث تمتلك الصين عملة رقمية في طور التجهيز، وكذلك عملة فيسبوك “ليبرا”، لذا من المحتمل أن يفقد الدولار مكانته العالمية إذا لم يتنافس.