+A
A-

إنتاج أول دواء مصنع في البحرين العام الجاري

التشديد على مراقبة الطرود الشخصية المحملة بالأدوية

لن نقبل بأقل من المعايير العالمية ولابد من مواكبة التطورات

 

أكدت  الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية مريم الجلاهمة، أن مملكة البحرين تستعد لافتتاح خطوط إنتاج أول مصنعي أدوية في المملكة.

وقالت إن الدور الرقابي للهيئة الوطنية لتنظيم المهن، يضمن وصول دواء آمن، وذي جودة للمواطن او المقيم في المملكة، مشددة على اتخاذ الهيئة لكل الإجراءات الرقابية للأدوية المستوردة، كالتسجيل والتدقيق، ويشمل ذلك كل الوثائق والتجارب الاكلينيكية ومحتويات الدواء، تأكيداً على صلاحية وجودة الأدوية.

أضافت الجلاهمة أن دور الهيئة يشمل أيضاً التشديد على مراقبة الطرود الشخصية المحملة بالأدوية التي يتسلمها الافراد للتأكد من محتواها، والتحقق المستمر من التخزين السليم في الصيدليات والالتزام بالأسعار المحددة من قبل الهيئة، حتى يضمن المستهلك شراء الدواء بسعر خليجي موحد، ومُخزن بطريقة آمنة، وبجودة عالية.

جاء ذلك خلال لقاء أجرته صحيفة “البلاد” مع الجلاهمة للتحدث عن استعداد مملكة البحرين لافتتاح مصنعي أدوية هذا العام، حيث تطرقت إلى مشكلة نقص الأدوية، والأهداف الاستراتيجية لهذين المشروعين، والخطة الزمنية لتنفيذهما، والفرص المتاحة للتوظيف في المصنعين، وأيضاً أهداف الهيئة من لإطلاق مكتب المستثمرين، إلى جانب أمور أخرى تناولتها خلال الحوار، وفيما يلي نصه:

 

حدثينا عن أول مصنعي أدوية سيتم افتتاحهما في مملكة البحرين.

في الوقت الراهن تم العمل مع المستثمرين القائمين على المصنعين الذين سيتم افتتاحهما في مملكة البحرين وهم مصنع “فارما” وهو استثمار سعودي، ومصنع “جلف بايوتك” وهو استثمار سعودي وبحريني، حيث يمول الجانب البحريني صندوق الأجيال التابع لوزارة المالية.

ويقدم المصنع الأول “فارما” المستحضرات الدوائية على شكل شراب او كبسولات رخوية، فيما ينتج الآخر “جلف بايوتك” الأدوية التي تقدم عن طريق الحقن، وسيتم تغطية الحاجة الداخلية من الادوية، كما سيتم تصدير المستحضرات الطبية إلى دول الخليج العربي والشرق الأوسط وشمال افريقيا والولايات المتحدة الأميركية.

 

ما هي أهم الأهداف الاستراتيجية لهذا المشروع الاستثماري؟

يتوجه المصنعان نحو تحقيق هدف توفير وإنتاج الادوية الناقصة وغير المتوفرة في المنطقة الخليجية بشكل خاص، والتي يكثر الطلب عليها، كما يعتمد المصنعان على مبدأ عدم الازدواجية في إنتاج الأدوية المماثلة لمصانع خليجية أخرى، ويتوجهان لإنتاج مواد ذات جودة تعتمدها الدول العربية والأجنبية، هذا هو التوجه الاستراتيجي للمصنعين.

 

كيف تخدم هذه المشاريع الاستثمارية برنامج عمل الحكومة ورؤية مملكة البحرين الاقتصادية 2030؟

تعتمد رؤية البحرين 2030 على ثلاثة عناصر مهمة هم الاستدامة والعدالة والتنافسية، وتدعم حكومة مملكة البحرين الاقتصاد وتنظمه، حيث وضعت العديد من التسهيلات للمستثمر بدءًا من مجلس التنمية الاقتصادية وهو المحطة الأولى لأي مستثمر، اذ يدرس المجلس توجه المستثمر وينسق له طرق التواصل مع الجهات المعنية التي تفيد مشروعه، كما يتم شرح المتطلبات والمستندات التي يجب ان يتم ارفاقها مع طلب المستثمر، ولا ننسى دور صندوق العمل “تمكين”، وما يقدمه من دعم وتشجيع للمستثمرين.

 

ماهي فرص العمل المتاحة للمواطنين عبر مشروع المصنعين؟

سيوفر هذا الاستثمار العديد من الفرص الوظيفية لشباب وشابات مملكة البحرين، كالوظائف الإدارية مثل الاستقبال والإدارة المالية والموارد البشرية والمشتريات والمبيعات والعديد من الوظائف الخاصة بالمكاتب الإدارية، كما ستتوفر بالتأكيد الوظائف الفنية، كالصيدلة واخصائيين المختبر، إضافةً لفرص التدريب للمفتشين الجدد والعاملين في الصيدلة.

 

ما هي الخطة الزمنية لافتتاح المصنعين؟

مرت أكثر من سنة على التخطيط والتجهيز لمصنع “فارما”، ومن المتوقع أن يكون المصنع مستعدا لتقديم طلب التفتيش عليه من قبل الهيئة قبيل افتتاحه المتوقع في شهر فبراير المقبل، وهذا إجراء حتمي لأي مصنع أدوية جديد، حيث تتم عملية التفتيش تحت إشراف مختصين ومفتشين يشرفون على فحص المصنع بشكل كامل، بدءا من خطوط الإنتاج والامن والسلامة، الوقاية، وطرق التخزين، ودرجات الحرارة، والأجهزة المعتمدة وكل مرافق واقسام المصنع، كما نقوم في الهيئة بالإشراف على كل منتج بشكل مستمر، ونتأكد ان عملية التصنيع سليمة لا تشوبها ملوثات ولا خطأ.

اما بالنسبة لمصنع “جلف بايوتك” فمن المتوقع أن يكون جاهزا لتقديم طلب التفتيش في شهر يونيو المقبل، وفق نفس الإجراءات المذكورة آنفاً، وبذلك نضمن انتاج أول دواء صنع في مملكة البحرين في العام الجاري.

 

مقارنةً بالمصانع العالمية مشابهة، كيف سيكون مستوى مصنعي الادوية في مملكة البحرين؟

نحن نؤكد أن مملكة البحرين لن تقبل بمعايير أقل من المعايير العالمية، فلابد من مواكبة التطورات في هذا المجال وفق المعايير الدولية.

 

كيف سيخدم افتتاح مصنعي أدوية في المملكة مشكلة نقص الأدوية المحلية والخارجية؟

مشكلة نقص الادوية ليست بمشكلة محلية فقط بل هي عالمية، نواجه في يومنا هذا قلة إنتاج الأدوية بسبب نقص مواردها الأساسية، خصوصاً إن كانت ذات طلب متزايد دولياً، ويعد هذا أحد اهداف المصانع التي سيتم افتتاحها في المملكة، حيث ستتم مناقشة تخصيص خط انتاج للأدوية المهمة والمتطلب توافرها في البحرين، يشار هنا إلى أن المصنعين ينتج أحدهما المواد الطبية التي تعطى عن طريق الحقن، والثاني يصنع ادوية على شكل شراب او كبسولات رخوية.

 

هل تم توقيع اتفاقيات مع جهات أخرى للتعاون في التفتيش على المصانع؟

قامت الهيئة بالتوقيع مع هيئة الغذاء والدواء السعودية، وتعد هذه الهيئة مرجعية في لدى دول مجلس التعاون الخليجي في مجال الأدوية، ومن خلال هذه الاتفاقية سيتم التعاون في التدريب والتفتيش على المصانع الجديدة المتخصصة في مجال صناعة الأدوية، وهذا التعاون من شأنه رفع الثقة لأي مصنع جديد، وضمان تقديم خدماته بجودة عالية، بالتالي تسهيل تسجيله واعتماده لدى كافة دول الخليج العربي.

 

ماهي مهمات مكتب المستثمرين الذي تم افتتاحه في الهيئة أخيراً؟

قامت الهيئة بإنشاء مكتب خاص للمستثمرين مع بداية عام 2020، بإشراف منسق اول متخصص، يقوم المكتب بالتنسيق مع كل الجهات المعنية في المملكة وليست الصحية فقط، لتقديم المشورات والدعم لأي مستثمر يود ان ينشأ مشروع صحي في مملكة البحرين، مثال على ذلك قمنا باستضافة مجموعة مستثمرين من الهند، لديهم الرغبة في إنشاء مصنع للأدوية ومستشفى، ومختبر لتحليل الادوية، وبنك للخلايا الجذعية، فتم عن طريق مكتب المستثمرين التواصل والتنسيق كافة الجهات الرسمية في المملكة المعنية بالخدمات والدعم اللوجستي لمثل هذه المشاريع، كما نسق مكتب المستثمرين التابع للهيئة مع المجلس الأعلى للبيئة لبحث مشروع استثماري معني بالتخلص من النفايات، والبحث عن ارض لإنشاء هذه المشاريع، خصوصاً وان وما يميز مملكة البحرين كذلك هو الحرص على توفير أراض بأسعار ميسرة للمستثمرين، وهذا ما لا يعرفه العديد منهم وهنا تكمن أهمية مكتب المستثمرين في تعريف جميع المستثمرين الراغبين في الاستثمار في البلاد بتلك الامتيازات التي تقدمها المملكة.

 

حدثينا عن أهمية المنصة الالكترونية وما تقدمه من تسهيلات للمستثمرين.

المنصة الالكترونية معنية بتقديم كل التسهيلات اللازمة للمستثمرين، وفي هذا الشأن قمنا بجمع كل المتطلبات لأي مستثمر يرغب في فتح مؤسسة صحية ، فبكل سهولة يستطيع المستثمر الدخول إلى موقع الهيئة واختيار المنصة الالكترونية ثم الضغط على الرابط الذي يمنحه معلومات ويشرح له خطوات تنفيذ طلبه للاستثمار في البحرين ، كما قمنا بإدراج كتيبات ، تتحدث عن خطوات فتح مؤسسة صحية في مملكة البحرين ، وتمت إضافة استمارة جاهزة لمقترح مشروع ، ليس على المستثمر سوى ملء التفاصيل الخاصة بمشروعه، إضافة إلى استمارات أخرى تقديم الطلب والروابط الخاصة بالتراخيص في الجهات الرسمية في المملكة، مثل موقع سجلات الخاص بغرفة التجارة والصناعة، وموقع صندوق العمل “تمكين”، إلى جانب مجلس التنمية الاقتصادية ، كما تم ادراج مكتبة خاصة بالقوانين والإجراءات باللغتين العربية والأجنبية.

 

ماذا عن مجالات تطبيق الذكاء الاصطناعي؟

مشروع “دكتوري” وهو تطبيق إلكتروني يقدم الاستشارات عن بعد، تحت اشراف مستثمرين من فئة الشباب، يستطيع المريض من خلاله طلب استشارة الطبيب وشرح حالته المرضية، ويمكن للطبيب توجيه النصح والإرشاد للمريض، وتوجيهه بأهمية زيارة الطبيب من عدمها، ويستطيع الطبيب ان يصف له الادوية التي لا تتطلب وصفة طبية مكتوبة.

كما قام مجموعة من الأطباء البحرينيين بفتح مشروع بقراءة الاشعة عن بعد، وهناك تعاون بينهم وبين أطباء في المملكة العربية السعودية، ويمكن هذا المشروع المؤسسات الصحية من تصوير المريض وارسال الأشعة الكترونيا لمركز قراءة الاشعة عن بعد، يتم بعدها قراءة الاشعة وإرسال النتائج.

 

كلمة أخيرة؟

أود أن اشير إلى دور الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية، وهو دور رقابي، يضمن تقديم خدمات آمنة وذات جودة، ومنها وصول دواء آمن للمواطن او المقيم، فكل الادوية التي تستورد وتدخل إلى المملكة، تمر عبر العديد من الإجراءات الرقابية، كالتسجيل والتدقيق على كل الوثائق والتجارب الاكلينيكية ومحتويات الدواء، وبفضل هذه الجهود لم يدخل الى ارض المملكة أي دواء مزور، بسبب تلك الإجراءات الرقابية المحكمة.