+A
A-

تجدد الاحتجاجات في العراق بهتافات ضد أميركا وإيران

استأنف آلاف العراقيين أمس الجمعة تظاهراتهم في أنحاء العراق، منددين بإيران والولايات المتحدة اللتين شنتا ضربات مؤخرا على الأراضي العراقية، ما أثار قلقاً من سقوط البلاد في الفوضى مجدداً، وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية عادل عبد المهدي، إن العراق يبذل جهودا حثيثة، ويتصل بكافة الأطراف لمنع تحوله إلى ساحة حرب، في حين ندد المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، بالهجمات الأخيرة التي استهدفت الأراضي العراقية، وأكد أن المطلوب “هو أن يكون العراق سيد نفسه يحكمه أبناؤه ولا دور للغرباء في قراراته”.

وطالب السيستاني، في خطبة الجمعة، السلطة العراقية بالارتقاء إلى مستوى المسؤولية في البلاد.

وأضاف “ما وقع في الأيام الاخيرة من اعتداءات خطيرة وانتهاكات متكررة للسيادة العراقية مع ضعف ظاهر للسلطات المعنية في حماية البلد وأهله من تلك الاعتداءات والانتهاكات”.

من جانبه، جدد عادل عبد المهدي، في اتصال مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، على رفض العراق كافة العمليات التي تنتهك سيادته، بما في ذلك العملية الأخيرة التي استهدفت قاعدتي عين الأسد في الأنبار وحرير في أربيل.

وأكد رئيس الوزراء العراقي المستقيل في بيان صادر عن المكتب الإعلامي للحكومة رغبة مختلف الأطراف بمنع التصعيد والذهاب إلى حرب مفتوحة.

ووفقا للبيان، فقد طلب عبد المهدي من وزير الخارجية الأميركي إرسال مندوبين إلى العراق لوضع آليات تطبيق قرار مجلس النواب بالانسحاب الآمن للقوات من العراق.

كما أشار رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال العراقية لوزير الخارجية الأميركي، إلى أن هناك “قوات أميركية تدخل للعراق ومسيّرات أميركية (طائرات من دون طيار) تحلق في سمائه من دون إذن من الحكومة العراقية”.

وأكد عبد المهدي على أن “هذا مخالف للاتفاقات النافذة”. بدوره وعد بومبيو عبد المهدي بمتابعة الأمر، وأكد احترام بلاده لسيادة العراق.

ويوم الخميس، أعلنت وزارة الخارجية العراقية، في بيان، أنها استدعت السفير الإيراني لإبلاغه رفض العراق ضرب قواعد عسكرية على أراضيه وأنه يعتبر الإجراء خرقا لسيادته. ودعا البيان كل الأطراف إلى التحلي بضبط النفس وأكد على استقلال العراق.

وأضاف البيان أن استدعاء المسؤول الإيراني يأتي في سياق الضربات الصاروخية الانتقامية التي شنتها طهران، الأربعاء، على قاعدة عين الأسد التي تتواجد داخلها قوات أميركية.

وفي ساحة التحرير المركزية وسط العاصمة بغداد وعلى غرار مدن عدة في جنوب البلاد، تظاهر الآلاف من العراقيين هاتفين “يلعن أبو أمريكا لأبو إيران”، بحسب ما أفاد مراسلون من وكالة فرانس برس.

وأعاد المتظاهرون إحياء الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة المناهضة للحكومة، مع دخولها يومها المئة منذ انطلاقها في الأول من أكتوبر الماضي. وخرج المتظاهرون إلى الساحات الرئيسة في الديوانية والناصرية والبصرة والنجف، وكربلاء التي شهدت مواجهات ليلاً بين المتظاهرين والقوات الأمنية.

ومنذ أيام عدة، تنتشر دعوات من ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي لاستئناف الحراك في العاشر من الشهر الأول في السنة 1/10 ليتناسب مع انطلاقته الاولى في الأول من الشهر العاشر 10/1.

ويندد العراقيون منذ أكثر من ثلاثة أشهر بالطبقة السياسية الحاكمة التي يتهمونها بالفساد والمحسوبيات.

وتعيش البلاد حالة شلل سياسي منذ استقالة حكومة عادل عبد المهدي، ولا تزال الكتل السياسية غير قادرة على التوافق لايجاد شخصية بديلة لرئاسة الوزراء رغم انقضاء المهل الدستورية. وأسفرت أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات في أنحاء البلاد عن مقتل نحو 460 شخصاً غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفاً بجروح. وتعرض الناشطون أيضا لحملات تخويف وعمليات خطف واغتيال في محافظات عدة. ولكن فيما تتجه الأنظار اليوم إلى العراق الذي صار أشبه بملعب بين واشنطن وطهران على خلفية اغتيال الأميركيين للجنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد، يرى العراقيون في ذلك فرصة لإيصال صوتهم.

وقال الناشط حيدر كاظم من الناصرية لفرانس برس إن “عودة التظاهرات يعبر عن التمسك بمطالب ثورة أكتوبر، وتجديد لمطالب الشعب بأن ترفع الطبقة الحاكمة يدها عن مقدرات البلاد”.

 

واشنطن: بقاء قواتنا في العراق “غير قابل للنقاش”

قالت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الجمعة، إن أي وفد سترسله الولايات المتحدة إلى العراق لن يناقش سحب القوات الأميركية، مضيفة أن وجود القوات هناك “مناسب”. وقالت مورغان أورتاجوس المتحدثة باسم الوزارة في بيان “غير أن هناك حاجة إلى حوار بين الحكومتين الأميركية والعراقية ليس فقط بخصوص الأمن وإنما حول شراكتنا المالية والاقتصادية والدبلوماسية”.