+A
A-

ترشيح “رجل إيران” لرئاسة الوزراء يثير سخط العراقيين

أفادت مصادر سياسية بأن معظم الكتل السياسية اتفقت على ترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة العراقية المقبلة، وهو اتفاق قابله رفض من كتلتي النصر وسائرون، بالإضافة إلى رفض واسع في الشارع العراقي.

وأضافت المصادر أن إيران تضغط بقوة ليكون السوداني رئيس الوزراء المقبل، على الرغم من أن مواصفاته لا تتطابق مع المواصفات التي طرحها الشارع لشخصية رئيس الحكومة الجديد.

وهدد وجهاء وناشطون في محافظة البصرة بقطع تصدير النفط وإيقاف حركة الموانئ، في حال أصرت الكتل السياسية على ترشيح السوداني رئيسا للحكومة، وأشاروا إلى أن الشارع المنتفض يريد شخصية “مستقلة لا مستقيلة”.

ترشيح بدعم إيراني

وكان السوداني قد أعلن في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر، عن استقالته من عضوية حزب الدعوة، وأيضا من عضوية ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي، ولكنه تعرض لهجوم كبير من العراقيين الذين تقنعهم استقالته.

ورفض الحَراك الشعبي في العراق، ما تسرب عن اتفاق بين قوى سياسية، على ترشيح السوداني، لشغل منصب رئيس الوزراء، خلفا لعادل عبدالمهدي، مطالبين بترشيح اسم من خارج المنظومة السياسية.

ووسط ضغوط من أحزاب وكيانات سياسية ومليشياوية موالية لإيران لترشيح محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الوزراء، جاء رد المتظاهرين من مختلف الساحات يرفض الترشيح، وصاحبه ومن يقف وراءه، وهو ما ينسجم مع مطالب وطروحات الانتفاضة المستمرة.

استخفاف بمطالب المتظاهرين

واعتبر الشارع العراقي، ترشيح السوداني المنتمي لحزب الدعوة، استخفافا بمطالب الحراك، الأمر الذي حدا بالموجودين في ساحاته إلى الخروج في مسيرات غاضبة، وسط دعوات لإضراب عام.

وكانت تسريبات أفادت باتفاق بين ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، ومليشيات الحشد الشعبي بزعامة هادي العامري، لترشيح محمد شياع السوداني لشغل منصب رئيس الوزراء، خلفا للمستقيل عادل عبدالمهدي.

من جانبه، حذر تحالف سائرون بزعامة مقتدى الصدر مما وصفها “بنتائج وخيمة”، إذا تم تكليف من لا يحظى بتأييد الحراك الشعبي، داعيا الرئيس العراقي إلى رفض أي مرشح للأحزاب السياسية.

كما يعارض تيار النصر والحكمة والتيارات السنية تسمية مرشح من داخل العملية السياسية، مطالبين بضرورة الاستماع لمطالب المتظاهرين.

يذكر أن محمد شياع السوداني، الذي عد مرشح القوى الموالية لإيران، تقلد مناصب عده، إلا أن أنه فشل في تقديم نجاح يذكر بحسب المعارضين لترشيحه.

كما أن السوداني، الذي سارع لإعلان استقالته من حزب الدعوة وكتلة المالكي، هو أحد وجوه حزب الدعوة الإسلامي بزعامة نوري المالكي، ويدين المالكي وحزبه بالولاء المطلق لإيران.

عمليات الاغتيال مستمرة

ذكرت تقارير إعلامية، أمس الأحد، أن مسلحين مجهولين اغتالوا ناشطا حقوقيا بارزا في العراق.

وأوضح موقع “موازين نيوز” أن مسلحين مجهولين أقدموا على اغتيال الناشط المدني حقي اسماعيل العزاوي، بينما كان يستقل دراجته في منطقة الشعب شمالي العاصمة بغداد.

وذكر مصدر للموقع أن العزاوي يملك شركة سياحة وسفر، إضافة إلى كونه أحد الناشطين في الاحتجاجات الشعبية التي تشهد محافظات عراقية عدة.

كما اغتال مسلحون الناشط المدني محمد جاسم الدجيلي في منطقة شارع فلسطين شرق العاصمة بغداد خلال عودته إلى منزله من ساحة التحرير.

وأفاد ناشطون أن المجموعة المسلحة نصبت كمينا للدجيلي وكان معه اثنين من المتظاهرين خلال عودتهم من ساحة التحرير. عندما أطلقت المجموعة المسلحة وابلا من الرصاص قتل على إثره، فيما أصيب آخر إصابة بالغة ونجا ثالث من الحادث.

وأكد شهود عيان أن المجموعة المسلحة كانت تراقب منزل الناشط وتحركاته خلال قيامه بنقل المساعدات إلى المتظاهرين في ساحة التحرير.

وتزداد حملة التخويف والخطف وقتل المتظاهرين في البلاد التي تشهد منذ الأول من أكتوبر موجة احتجاجات تطالب بـ “إسقاط النظام”، أسفرت عن مقتل ما يقارب 460 شخصا وإصابة أكثر من 20 ألفا بجروح.