+A
A-

المرأة البحرينية... من “التمكين” إلى “الشراكة المتزنة”

تحتفل مملكة البحرين اليوم (الأحد) بيوم المرأة البحرينية في باكورة احتفالاتها بأعيادها الوطنية وبما حققته من إنجازات في العهد الزاهر لعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن خليفة، والتي من بينها ما تحقق للمرأة البحرينية. فما لقيته المرأة في البحرين من رعاية واهتمام في عهد جلالته جسّد انطلاقة تاريخية ونوعية، حققت لها مكتسبات حقيقية في المجالات كافة، أصبحت من العلامات المضيئة ومصدر فخر للمملكة أمام العالم، فقد وضع جلالة الملك قضايا المرأة والنهوض بها في قمة أولويات المسيرة التنموية الشاملة، حتى استطاعت المملكة منذ صدور الأمر الملكي السامي بإنشاء المجلس الأعلى للمرأة العام 2001 أن تحقق العديد مما يمكن اعتباره طفرات غير مسبوقة للمرأة البحرينية، فأصبحت المرأة تحتل العديد من المناصب القيادية كوزيرة ووكيلة وسفيرة وتولت رئاسة مجالس إدارة شركات اقتصادية، واستطاعت أن تثبت نجاحها في مجالات جديدة لم يسبق لها أن خاضت تجربة العمل بها كالقضاء مثالا، وفازت برئاسة مجلس النواب لأول مرة في تاريخها، وحصلت بالانتخاب على 6 مقاعد نيابية بنسبة 15 %، كما تولت رئاسة العديد من مؤسسات المجتمع المدني.

وحين تذكر مكتسبات المرأة البحرينية لابد من الإشارة إلى الجهود الكبيرة والنجاحات المحققة للمرأة البحرينية المجلس الأعلى للمرأة برئاسة قرينة جلالة الملك، صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة الذي شيد نهضة شاملة للمرأة البحرينية، ورسم بإنجازاته المتعددة واقعًا جديدًا ومستقبلا زاهرًا لها، من خلال وضع الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالمرأة البحرينية، ما ساعد في تحقيق إنجازات نوعية للمرأة في وقت قياسي لعل من أبرزها النجاح في تنفيذ خطة تمكين المرأة في جميع المجالات وفق برامج علمية مدروسة، وتضمين الخطة الوطنية للنهوض بالمرأة البحرينية في برنامج العمل الحكومي، وتطبيق برنامج جاد لتنفيذ سياسة الدولة الموجهة لتحقيق تكافؤ الفرص وصولًا للتوازن المنشود بين المرأة والرجل في حمل المسؤوليات الوطنية. كما أطلق المجلس العديد من البرامج النوعية التي من شأنها أن تسهم بشكل إيجابي في إثراء مشاركة المرأة البحرينية كمساهم فاعل في المجتمع.

ومن بين أحدث المبادرات النوعية للمجلس إطلاق “الإطار الموحد” لخدمات الإرشاد والتوعية الأسرية هذا العام تحت شعار “تعزيز الترابط الأسري كمدخل للاستقرار المجتمعي”، ويهدف إلى تطوير الخدمات وتعزيز المفاهيم الداعمة لزيادة الترابط والاستقرار الأسري، الذي سيتم تفعيله بشكل فوري بتنفيذ 20 برنامجا ومبادرة بالتعاون مع كل الشركاء من القطاعات الرسمية والأهلية والخاصة.

كان لزامًا لهذا الجهد الوطني الكبير أن يثمر واقعًا جديدًا للمرأة، فقد تجاوزت البحرين بجهودها ومؤشرات إنجازها المتقدمة، مراحل التمكين التقليدية للمرأة البحرينية وما يتطلبه ذلك من مساعي لكسب الحقوق وإزالة أية مظاهر تمييزية، إلى مرحلة أكثر تقدمًا أصبحت المرأة فيها أكثر اعتمادًا على ذاتها وأكثر قدرة على اتخاذ قراراتها للقيام بدورها في بيئة داعمة ومحفزة للفرص العادلة والمتكافئة، إذ تلتزم جميع مؤسسات الدولة بتحقيق وإنفاذ التزاماتها الدستورية تجاه مشاركتها كمواطن كامل الأهلية. وجاء صدور أمر عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بتغيير اسم الجائزة من “تمكين المرأة” إلى “تقدم المرأة”، كمؤشر مهم لتجاوز مملكة البحرين لمرحلة تمكين المرأة والانتقال بتجربتها الناضجة لآفاق عمل جديدة تقوم على الشراكة المتزنة بين المرأة والرجل. واعترف العالم للبحرين بالنجاح الكبير الذي حققته للمرأة، إذ يؤكد تطور مركز المملكة في التقارير الدولية الصادرة عن كبريات المؤسسات العالمية المرموقة عامًا تلو الآخر على التقدم الحاصل للمرأة.

ويمثل اعتماد “يوم المرأة البحرينية” أحد المبادرات الكريمة من رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، والذي يحتفل به منذ العام 2008، كمناسبة وطنية عزيزة توجه خلالها الشكر للمرأة التي تمثل شريكا أساسيًا في التنمية. وتم تخصيص هذا العام للاحتفاء بـ “المرأة البحرينية في مجال التعليم العالي وعلوم المستقبل”، ويأتي هذا في ظل احتفال المملكة بمئوية التعليم واحتفال المرأة بمرور 90 عامًا على بدء التعليم النظامي للمرأة، الأمر الذي يؤكد أن المرأة البحرينية لم تتأخر عن اللحاق بركب التعليم النظامي، حيث دخلت المدارس النظامية للبنات منذ العام 1928.