+A
A-

نقاشات عن الأمن السيبراني وتوطين الطائرات المسيرة

تركز الحديث خلال جلسات مؤتمر الشرق الأوسط للتكنولوجيا العسكرية والمقام ضمن فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر ومعرض البحرين الدولي للدفاع “بايدك” على ضرورة تحقيق الأمن السيبراني وتوطين تكنولوجيا الطائرات المسيرة.

الزياني: هل نحن جاهزون لمواجهة حرب سيبرانية؟

أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني حاجة المخططين العسكريين للاستفادة من التكنولوجيا العسكرية الحديثة، وزرعها في صلب العقيدة العسكرية نفسها، موضحًا أن حفظ الأمن والسيادة للدول ليس محصورًا على الجوانب العسكرية فقط، بل يجب النظر إلى الفضاء السيبراني، واستثمار الردع الكلاسيكي في الحروب.

وأضاف الزياني، على هامش مشاركته بالجلسة النقاشية الأولى لمؤتمر ومعرض البحرين الدولي للدفاع (بايدك) وبحضور كثيف غطى المكان، أن “استعراض القوى العسكرية المختلفة لم يعد أمرًا مجديًا، إذ يجب النظر مليًا بالتقدم التكنولوجي المُتسارع والذي يدفعنا للتساؤل إذا ما كنا جاهزين للتعامل مع حرب سيبرانية؛ باعتبارها أحد حروب المستقبل”.

وتابع “يجب أن نهتم بالذكاء الاصطناعي والذي أصبح يستثمر بشكل فائق في الطائرات المسيرة ووسائل الدفاع الجوي ضد الطائرات، إذ يوفر الوقت والجهد، ويكون بغنى عن استخدام القوى البشرية المختلفة، كما أنه يُقلل الكلفة ووقت الاستهداف، وينجز المهام بدرجات عالية من الدقة”.

وأكمل الزياني “نحن نقف اليوم على أعتاب تغيير التخطيط العسكري والتكنولوجي، بأهمية للنظر إلى المستقبل بتفاؤل وبعقل منفتح؛ لكي نجعل العالم مكان أفضل”.

مالوي: الاعتداء على الممرات البحرية يعرض الاقتصاد العالمي للخطر

أكد قائد القوات البحرية في القيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية، قائد الأسطول الخامس جيمس مالوي الاهتمام الأميركي البالغ بموضوع “الأمن البحري” موضحًا أهمية التيقظ لمواجهة هذه التحديات عبر جمع المعلومات، والتعاون الاستراتيجي.

وقال مالوي “الاعتداءات الإرهابية على الممرات المائية والبحرية في الخليج يعرض الاقتصاد العالمي للخطر، وما رأيناه في المنطقة أخيرًا من هجمات غير قانونية على منشآت النفط السعودية أمر غير مقبول، وعليه يجب أن تكون لدينا وسائل العمل الفاعلة، والاستجابة المشتركة لمواجهة التطورات الناشئة والمتغيرة”.

ويزيد “لابد من توظيف التكنولوجيا عبر جمع البيانات وتحليلها، والتعرف على الأولويات والأساسيات المطلوبة، منها الاستطلاع والرقابة والتي تمكنا من تحسين العمل البحري، لبناء نمط حياة جديدة، وآمنة”.

ويردف “رأينا في الهجمات التي تعرضت لها المنشآت النفطية السعودية الشهر الماضي يقظة العدو، وهي يقظة تتطلب منا تبني التكنولوجيا الحديثة لإيجاد الاستدامة في المستقبل، والضمان المستمر لأمن المصالح الدولية كأساس لازدهار الأمم وتحضرها”.

ماغوان: العملاء يريدون طائرات ذكية من دون طيار

أوضح نائب الرئيس ومدير برامج (أتش ون) بشركة بيل الأميركية سكوت ماغوان تطلع معظم عملاء شركات التسليح العالمية إلى الأجهزة المتطورة والحديثة ذات أجهزة الاستشعار المتقدمة، التي تساعد على إنجاز العمليات بصورة آلية وذاتية، خصوصًا في الفترات المسائية.

وبين أن هناك طلب مرتفع على الطائرات المسيرة ذات المدى البعيد، مع إمكان تزويدها بالوقود جوًا، مضيفًا “يهتمون أيضًا بأن تكون سهلة الصيانة، وبأن يكون مستوى التدخل البشري بها محدود جدًا، خصوصًا للطيارات المسيرة ذات المحرك الواحد، والتي يكون لها القدرة على الطيران لمسافات بعيدة”.

وتابع “طرحنا أخيرا برنامج طائرات استطلاع للجيش الأميركي، وتحمل محرك واحد، ولديها قدرات هجومية كبيرة، وحجمها صغير جدًا”.

اوغاوا: “الأمن السيبراني” بطليعة أولويات اليابان

كما قال مستشار الأمانة العامة لمجلس الوزراء الياباني هديتوشي أوغاوا إن اليابان تضع في صميم أولوياتها الأمن، مبينًا أن الرد الياباني على أي هجمات إلكترونية سيكون أكثر من ذلك بكثير.

وبين أوغاوا أن اليابان أظهرت مستوى الردع بهجمات سابقة، بقوله: قمنا بالرد على كوريا الشمالية، ولدينا بذلك مبادئ توجيهية للدفاع الوطني تتعلق بالأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات، وهناك معايير وأساسيات تعكس سياسات اليابان العليا بهذا الجانب، منها منح القوات المسلحة الضوء الأخضر لممارسة الأعمال العسكرية الهجومية إن دعت الضرورة لذلك”.

وأكمل “هناك معاهدة دولية أمضتها اليابان مع الولايات المتحدة لتعزيز الأمن السيبراني والمادة (5) منها تطابق نظيرتها بحلف الناتو”.

فونيسكا: أدوات حروب المستقبل هي المعلومات والبيانات

أكد مدير معهد “جاك دي غوردون” للسياسات العامة برايان فونيسكا اهتمام الولايات المتحدة الأميركية بالأمن السيبراني منذ العام 2011 والذي وجد (كتأثير) في العقيدة العسكرية الأميركية منذ بدايات تسعينات القرن الماضي.

وأوضح فونيسكا أن تأسيس الأمن الإلكتروني جاء كحاجة ملحة للدول؛ ليصبح اليوم أحد أهم المجالات العسكرية والأمنية، التي تضع الأسس والأولويات اللازمة لحماية الأنظمة الدفاعية والعسكرية والأمنية من العبث، إضافة إلى المجالات المتنوعة الأخرى عبر التعاون والتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني.

وقال “الإستراتيجية الحالية تتجه إلى تأمين الشبكات الداخلية، ووقف الهجمات الخبيثة في مصدرها، والدخول في شبكات الخصوم، وانتقلنا أخيرًا من مرحلة الدفاع عن الشبكات إلى تعزيز القدرات الهجومية المتقدمة، مع الزيادة المضطردة في الاهتمام بهذه التكنولوجيا وتوفير الأدوات اللازمة لتطويرها”.

ويزيد فونيسكا “وضعت وزارة الدفاع الأميركية توازنًا ما بين حماية البنى التحتية والأمن الوطني، إذ لا يمكن التخلص من أي ردع أو تهديد إلكتروني إلا بتطوير القدرات الذاتية لمواجهتها بالحصول على المعلومات والبيانات”.

بيلفر: البحرين لها تجربة مستفادة في مواجهة التنظيمات الإرهابية

نوه رئيس مركز المعلومات الأوروبي الخليجي الأوروبي ميتشل بيلفر إلى استخدام الإرهاب للفضاء الإلكتروني الحديث، وهو الأمر الذي تنظر إليه الولايات المتحدة الأميركية والكثير من الدول باهتمام بالغ.

واستشهد بيلفر بالبحرين والتي تواجه تحديات في هذا المجال، مضيفًا “أعتقد أن الدروس المستفادة من البحرين يجب أن تُعلم وتُدرس؛ لأن أوروبا نفسها تواجهها الآن، فالحرب على الإرهاب أصبح أمرًا قائمًا في الكثير من بقاع العالم، وأصبح تغلغله سريعًا عبر التطبيقات الذكية والمنصات الإلكترونية المختلفة والتي أصبحت مسرحًا للصراعات”. وأردف “اكتشفنا أخيرا مدى سمية استخدام الخطابات المعززة لثقافة الكراهية عبر المنصات الإلكترونية المُختلفة، والتي تطال أيضًا الترويج للمعلومات المضللة وإرسالها عبر شبكات التواصل الاجتماعي والنت، ومعها محاولات اختراق تكنيكات الشرطة، ومن الأمثلة على هذه التنظيمات الإرهابية سرايا الأشتر، وحزب الله البحريني”.