تم الإعلان أمس عن 20 مشروعا ضمن قائمة المشاريع المرشحة لجائزة الآغا خان للعمارة في دورتها للعام 2019 متنافسة على جائزة قدرها المادي مليون دولار. وجاء مشروع إحياء منطقة المحرق ضمن القائمة، ليقدم دلالة على تجارة اللؤلؤ في شبه الجزيرة العربية على مر القرون، خصوصا في فترة ازدهار البحرين في القرن التاسع عشر.

وبهذه المناسبة، عبرت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة عن سعادتها لإدراج المحرق على القائمة القصيرة لجائزة الأغا خان للعمارة، عاكسةً بذلك العمل الدءوب من جانب المؤسسات الأهلية والرسمية في إعادة الحياة لعاصمة البحرين القديمة التي تزخر بمعالمها الثقافية والتاريخية والعمرانية.

كما أوضحت أن كل ذلك ما كان ليتحقق لولا دعم جلالة الملك، الداعم الأول لمسيرة التطوير وإحياء تاريخ أرضنا الغنية بمكتسباتها الحضارية. وقالت: عبر طريق اللؤلؤ المدرج على لائحة التراث العالمي، ومع عمل القطاع الأهلي وبالأخص مركز الشيخ إبراهيم بن محمد ال خليفة للثقافة والبحوث، تظهر عراقة أماكنها وتخبر عن فنون تعكس تاريخها الذي أهّلها أن تكون عاصمة للثقافة الإسلامية في العام الماضي.

وكانت لجنة تحكيم رئيسة مستقلة استعرضت خلال يناير مئات الترشيحات، في حين تخضع المشاريع العشرون المدرجة على قائمة الترشيحات حاليا لمراجعات ميدانية صارمة من جانب فريق من الخبراء الذين يقومون بزيارة وتقييم كل مشروع في موقعه. وستكون تقارير هؤلاء الخبراء الأساس الذي عليه تختار لجنة التحكيم العليا الفائزين بالجائزة في نهاية المطاف. يشار إلى أن المشاريع المنفّذة من جانب الآغا خان أو أيٍّ من المؤسسات التابعة لشبكة الآغا خان للتنمية غير مؤهلة للترشح للجائزة.

لقد كانت أهلية الترشح للجائزة في دروتها للعام 2019 مشروطة بكون المشاريع منجزة في الفترة بين 1 يناير 2012 و31 ديسمبر 2017 مع كونها قيد الاستخدام لفترة لا تقل عن العام. وتُدار الجائزة من جانب لجنة توجيهية يترأسها صاحب السمو الآغا خان.

وتختلف جائزة الآغا خان للعمارة برسالتها عن غيرها من جوائز العمارة؛ كونها تختار مشاريع تتراوح من الارتقاء بالأحياء الفقيرة لتصل إلى المباني الخضراء الشاهقة الارتفاع- والتي لا تقدم نموذجا في التميّز المعماري فحسب، بل وتساهم نحو جودة حياة أفضل. لا تكرم الجائزة المهندسين المعماريين فحسب، بل يمتد هذا التكريم ليشمل أطراف أخرى مشاركة بالمشاريع مثل البلديات، وعمال البناء، وأصحاب العمل، والعمال المهرة، والمهندسين الذين كان لهم دور مهم في إنجاز المشاريع.

جائزة الآغا خان للعمارة هي جزء من شبكة الآغا خان للتنمية. تقوم الشبكة بتشغيل وإدارة أكثر من 1000 برنامج ومؤسسة في 30 بلدا، والتي يعود العديد منها لأكثر من 60 سنة مضت، بل إن بعضها لأكثر من 100 عام مضى. يعمل لدى الشبكة أكثر من 80000 موظف يتواجد معظمهم في دول العالم النامي. تصل ميزانية شبكة الآغا خان للتنمية السنوية للنشاطات التنموية غير الربحية لما يعادل 950 مليون. ذراعها للتنمية الاقتصادية؛ صندوق الآغا خان للتنمية الاقتصادية، والذي يساهم بعائد وقدره 4 مليارات و300 مليون دولار سنويا، في حين يعاد استثمار كل الفائض في مشاريع تنموية أخرى والتي عادة ما تكون في مناطق نائية وضعيفة أو مناطق ما بعد الصراعات.