+A
A-

ولاية سلمان الجديدة ترسم خارطة طريق المنجزات الآسيوية المرتقبة

أكّد الآسيويون في اجتماع الجمعية العمومية الـ 29 على قوة تلاحم البيت الآسيوي لكرة القدم بعدما عاش اجتماع الكونجرس ختامه من دون أن يترك أثرًا سلبيًّا على مجرياته، وكان الجميع يأملون لو كان رئيس البيت حاضرًا، ليشهد بنفسه قوة التلاحم بين الأعضاء، وأن الانتخابات التي جرت مرّت بهدوء، وحتى التربيطات المعتادة، كانت أقل سخونة من أي انتخابات مضت، ولكن الإثارة بقيت حاضرة داخل القاعة، فرئيس فيفا ذكّر الحضور بأنهم يفتقدون رئيسهم الذي غاب لحدث طارئ، ولكنه يبقى حاضرًا بقوة تلاحم أبناء القارة.

لقد انتهى الكونجرس الآسيوي، والذي كان أشبه بالماراثون، فاز فيه من فاز، ولكن الخاسرون لم يشعروا بأنهم خسروا، لأن سحب الصين لمرشحها على سبيل المثال، دلل على أن المهم لدى الاتحادات الوطنية بقاء البيت الآسيوي مستقرًّا وقويًّا!

ولعلّ من أبرز ثمار الكونغرس ما رسمه من ملامح مستقبل أكثر إشرافا للاتحاد الآسيوي في الولاية الجديدة للشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة الذي نجح في تثبيت دعائم الوحدة والاستقرار وتخصين بيت الكرة الآسيوية في مواجهة تحديات جسام زادت من صلابة الموقف الآسيوي الموحد تجاه مختلف القضايا المهمة.

في فندق (شانغريللا) بالعاصمة الماليزية (كوالالمبور) أحسن الاتحاد الآسيوي تنظيم اجتماعه، وكان البند الأهم فيها الانتخابات، فالمنصب الأهم وهو رئاسة الاتحاد ذهب بالتزكية للشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، وهي تزكية اعتبرها كثير من رؤساء الاتحادات الوطنية الأعضاء بأنها نوع من رد الجميل للرئيس وما حققه الاتحاد في عهده من إنجازات فنية وإدارية، وهذا ما لمسناه من قبل رؤساء الاتحادات أو ممثليهم، سواء قبل يوم من اجتماع الجمعية العمومية أو قبيلها أو فترة الاستراحة، وحتى بعد نهايتها!

ولا يشكك أحد في نجاح الأمانة العامة لبيت الكرة الأسيوي في الترتيب والتنظيم، وحسن اختيار مكان الاجتماع في ذات المكان الذي تمت فيه استضافة ممثلي الاتحادات الوطنية، ولعل الدقة في التنظيم جعل الأمور تسير بشكل جيد، وحسب الوقت المعلن في البرنامج الخاص باجتماع الجمعية العمومية، وهذا أبعد الملل عن الحاضرين، رغم أن عملية التصويت والفرز كان يجب أن تعكس التطور الذي يسير عليه الاتحاد، وأن تتم إلكترونيًّا، بما في ذلك الموافقة على الاقتراحات المقدمة، ومع كل ذلك فإن العملية انتهت بهدوء ونجاح.

تزكية الرئيس لم تكن تعني أن الانتخابات لبقية المناصب غير مثيرة، بل على العكس كانت هناك اجتماعات جانبية في أروقة الشانغريلا وفي الغرف الخاصة، ولعل نهار الجمعة وليله كان شاهدا على تربيطات، كل يريد أن يوصل مرشحه للمقاعد المعلن عنها، والأمر ظل لمنتصف الليل، وأعتقد إن الحسابات كانت شبه معروفة، وإن لم تكن معلنة، رغم أننا كإعلاميين نعرف دقة تفاصيلها!

وما يمكن القول أن الرابح كان بيت الكرة الآسيوي لأن القارة ظلّت موحدة، فالفائزون تلقوا التهاني وبحرارة، ومن لم يبحوا أكدوا أن البيت الآسيوي لم يخسر فيه أحد، فبمثل ما كانت هناك انسحابات قبل الكونجرس وأثنائه، كانت سخونة بعض المناصب حاضرة وخوف القائمين على التربيطات أن تتبدل الرؤى بالقرب من صندوق الاقتراع، وقد يحمل ذلك شيئًا من الغرابة ولكنها تبقى لعبة الانتخابات.

وعلى أية حال كانت كلمة رئيس الاتحاد الدولي (فيفا)، معبرة بشأن غياب الرئيس (لارتباطه بعزاء والدته وبقاءه بين أهله) وطلبه من الحضور الوقوف لدقيقة صمت تعبيرًا عن مشاركته واجب العزاء، ومؤكدًا أن آسيا هي كما أرادها الرئيس سلمان بن إبراهيم موحّدة قوية، وأنها تنتظرها إنجازات عدة في المستقبل القريب، ومؤكدًا ومن خلال الكونجرس الآسيوي، أن مونديال 2022 ربما يشهد طفرة في عدد المتأهلين للنهائي، عبر رفع العدد إلى 48 منتخبًا، برغبة ما يقارب الثمانين في المائة من عدد أعضاء (فيفا)!

 

عيد: إنجازات سلمان لا تعد ولا تحصى

اعتبر السعودي أحمد عيد عضو مجلس الفيفا أن القارة الآسيوية اختارت الخيار الأمثل لقيادة الاتحاد القاري نحو المزيد من النجاحات، قائلا: في الحقيقة شهادتي مجروحة في الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، وذلك لما تربطني به من علاقة وطيدة جدًّا ومنذ سنوات طويلة..

وقال عيد: سعدت كثيرًا على إجماع الجمعية العمومية في البيت الآسيوي في مسألة بقاء الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيسا للاتحاد لأربع سنوات قادمة، مضيفا: الاستقرار مطلب مهم للغاية، وخصوصًا في ظل النجاح الكبير والباهر الذي حققه ابن البحرين للعائلة الآسيوية وعلى كافة المستويات والأصعدة المتعلقة بالجانب التسويقي، وعلى وجه الخصوص توقيع الاتفاقية الأخيرة.

واستطرد قائلا: تمنينا تواجد الشيخ سلمان بن إبراهيم في هذا الكونغرس الذي شهد تزكيته بشكل رسمي، إلا أن ظروفه الصعبة التي نتفهمها حالت دون ذلك، ومع ذلك فإننا نقف له كل الاحترام والتقدير، وسنكون له مساندين في كافة الظروف، مضيفا: أحزانه هي أحزاننا، وأفراحه أفراحنا، وبالتالي نحن حزينون جدًّا على وفاة “والدته” وفي الوقت ذاته نشعر بالفخر لبقائه مجددًا على العرش القاري.

وقال أحمد عيد: الحديث عن الشيخ سلمان بن إبراهيم، وعن منجزاته كرئيس للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فهي لا تعد ولا تحصى وتحتاج إلى مساحة كبيرة للحديث عنها، مضيفًا: هذا ليس كلامًا فحسب، بل الأرقام هي الشاهد الأكبر، والرسم البياني خلال عهده ومسيرته على شكل تصاعدي من عام إلى آخر.

وحول أجواء الكونغرس ردّ أحمد عيد قائلاً: كانت أجواء جميلة ومستقرة وسارت كل الأمور بشكل مثالي جدًّا، مضيفًا: من المهم الآن، ومن قبل الجميع السير في مسار التطوير الذي عمل عليه الشيخ سلمان بن إبراهيم خلال المرحلة الماضية، ونحن متأكدون أن التطوير في عهده سيتواصل، وفي النهاية نحن الخليجيين فخورون بهذا الرجل ونعتز بما قدمه خلال مسيرته.

 

بن غليطة: الأرقام تبيّن التطور الكبير في عهده 

قال رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم مروان بن غليطة إن الأرقام تكشف التطور الكبير الذي تشهده الكرة الآسيوية في عهد الشيخ سلمان بن إبراهيم كرئيس للاتحاد الآسيوي للعبة، وقال “الشيخ سلمان يمتلك علاقات قوية مع جميع الاتحادات الأعضاء في القارة ونجح من خلال هذه العلاقات في بناء منظومة قوية وموحدة بين الجميع لمصلحة كرة القدم الآسيوية بصورة عامة، والأرقام المعلنة والمعروفة تكشف مدى التطور الكبير الذي تشهده كرة القدم الآسيوية في عهد الشيخ سلمان بن إبراهيم “.

وتابع “نبارك للشيخ سلمان بن إبراهيم تزكيته لرئاسة الاتحاد الآسيوي للدورة الانتخابية الجديدة، فاليوم الجميع شاهد ثقة القارة الآسيوية كافة بالشيخ سلمان في تزكيته لمنصب، وذلك لم يأت من فراغ بل من خلال العمل الكبير الذي قام به الشيخ سلمان بن إبراهيم خلال فترة رئاسته للاتحاد ورؤيته لتطوير الكرة الآسيوية، والجميع سيقف معه لمزيد من النجاحات للقارة، كما أتمنى التوفيق لجميع الفائزين في الانتخابات لتقديم المزيد من النجاح للقارة “.

وأكد بن غليطة أن الاتحاد الإماراتي يدعم الشيخ سلمان بن إبراهيم في ولايته الجديدة الممتدة لأربع سنوات، وأوضح “ندعم برنامج الشيخ سلمان بن إبراهيم للمرحلة القادمة من فترة رئاسته للاتحاد الآسيوي، وكلنا في القارة متحدين وحدة واحدة، ونعمل كفريق عمل لخدمة القارة الآسيوية من مختلف المواقع “.

وأضاف “تنتظر القارة في السنوات الأربع لرئاسة الشيخ سلمان المزيد من النجاحات والتطور للكرة الآسيوية، وهذا ما يعمل من أجله الجميع مصلحة كرة القدم الآسيوية والنهوض بها إلى أعلى المواقع، وتطويرها أكثر وأكثر”.

وكان بن غليطة قد توجه بالتعازي إلى الشيخ سلمان بن إبراهيم لوفاة المغفور لها بإذن الله تعالى والدته، سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته وأن يسكنها فسيج جناته.