+A
A-

المشاركون في مؤتمر تميز الجامعات ينقسمون إلى فسطاطين

في أجواء مشحونة بالحماس والجدل العلمي الرفيع، انقسم العلماء والباحثون وقادة التعليم المشاركون في المؤتمر الاستراتيجي السنوي للشرق الأوسط وإفريقيا لتعزيز التميز الجامعي بجميع أشكاله إلى فسطاطين، الأول وصوّت معه 55 % من المشاركين والمتفاعلين يؤمن بأهمية التصنيفات العالمية للجامعات باعتبارها إحدى الأوجه المهمة في مشهد التعليم العالي عالميا، فيما تبنى الفريق الآخر ومعه 45 % من المشاركين والمتفاعلين وجهة نظر تقلل من أهمية التصنيف.

وشهد المؤتمر الذي نظمته الجامعة الأهلية خلال الفترة 4 إلى 6 مارس الجاري، تحت رعاية وزير التربية والتعليم ورئيس مجلس التعليم العالي ماجد النعيمي، مشاركة الناشرين المعتمدين لتصنيف الجامعات العالمي كيو إس، المعروف بـ “QS Maple”.

ودافع الرئيس المؤسس للجامعة الأهلية عبدالله الحواج عن سياسات تصنيف الجامعات، قائلا “التصنيفات اليوم هي إحدى أهم الإجراءات التي انتشرت بطرق لا يمكن تصورها، لها آثارها الايجابية والمتعددة في تطوير الشركات والمنظمات والكليات والجامعات والعديد من المؤسسات حتى غير الأكايمية، ومما لا شك فيه أن التصنيف العالمي يلعب الآن دورا كبيرا في تشكيل آراء الطلاب الحاليين والمحتملين والآباء وأرباب العمل والحكومات بشأن جودة مؤسسات التعليم العالي”.

وأضاف “هناك من الجامعات من يتبنى موقفا سلبيا من التصنيف أو لا يرغب به، لكنني مؤمن وبشدة بأن تصنيف الجامعات خصوصا الجديدة منها يطور ويعزز من جودتها الأكاديمية إضافة إلى إنتاجها البحثي”.

وقدم أطروحة مختلفة الخبير البريطاني جون أوليري، منوها إلى أن جودة التعليم والخدمات المجتمعية والتفاعل التجاري أمور يصعب قياسها في التصنيف العالمي. وأضاف: لا يجدر بالأكاديميين والطلبة وغيرهم من عامة الناس أن يحكموا على الجامعات استنادا إلى تحصيل طلبتها مثلا، وإنما المطلوب أن تقتصر التصنيفات على دراسة جودة أبحاث الجامعات العلمية.

أما رئيس الجامعة الأهلية منصور العالي فقد أبدى موقفا مؤيدا لتصنيف الجامعات واستمراره، قائلًا “إن التصنيف هو من المتطلبات الضرورية والأساسية في هذا العصر وللإنسان بشكل عام”. وأضاف “التصنيف غير مقتصر على الجامعات فقط بل يستوعب كل الأنشطة الحياتية التي يختارها الإنسان”.

ونوه إلى أن التصنيف ليس بدعا من قطاع التعليم العالي فقط.

أما نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية بجامعة كيمب في جمهورية كازخستان جيلبرت لين فتبنى الموقف الآخر بقوله إن مقارنة الجامعات ببعضها البعض لا يهم ولا قيمة حقيقة إليها، فهي لا تحدث أي فرق، داعيا الجامعات إلى الاهتمام الفعلي بتطوير نفسها ومواجهة التحديات الكبيرة التي يواجهها قطاع التعليم العالي بدل الاهتمام بتقييمها على مستويات العالم.

وأضاف: إذا نظرتم إلى الاختلافات الهائلة بين التصنيفات المعطاة للجامعات نفسها في قمم مختلفة، فإنه في الواقع يجعل من الصعب عليك تقييم القيمة الحقيقية لتلك الجامعة. ونوه إلى أن البحوث العديد والمتنوعة والمتشعبة مطلوبة ومهمة، ويبقى الأهم منها تلك البحوث والدراسات التي تعالج مشاكل حيوية وقضايا مهمة.

وشارك الأساتذة والباحثون بآراء متعددة في ذلك الجدل العلمي، وانحاز عدد واسع منهم إلى أن التصنيفات بدائل مهمة للتعرف على مكانة الجامعات على المستوى العالمي أو الإقليمي، وهي إن كانت غير مثالية إلا أنها مثمرة من ناحية تأثيرها العالمي وتحفيزها الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، وتبقى سببا مهما في تعريف الطلاب الجدد على أفضل الجامعات في العالم.

أما معارضو التصنيف فذهبوا إلى أن بعض الجامعات قد تكون محدودة ومتأخرة في التصنيف رغم كفاءتها العالية في التدريس والبحث العلمي، وأن المقارنة قد تكون غير عادلة بين جامعات عتيدة لديها أعداد ضخمة من الخريجين الذين أسهموا في تطوير وبناء الأوطان، وجامعات حديثة نسبيا.