+A
A-

لماذا المرأة منتقَصة؟!

الكثير من النساء سطحيات جدًا، لا يهمهن إلا ماذا سيلبسن وماذا سيأكلن وهدفهن الأسمى الزواج، وإن كن متزوجات فأزواجهن هم شغلهن الشاغل، فهم محور حياتهن وجل اهتمامهن.

جميل كل ذلك وطبيعي ومطلوب بحدود من غير مبالغة في الأمر. فالاهتمام بالشكل مطلوب، ففي الحديث الشريف عن الرسول (صلى الله عليه وسلم): “إن الله جميل يحب الجمال”، ولكن ليس لدرجة أن أضيع كل وقتي ومالي في سبيل الجمال ويكون تفكيري محدودا بحيث أراه أهم الصفات في نفسي وفي الآخرين.

والرقة والنعومة جميلة وفطرية ولكن في الوقت المناسب ومع الأشخاص المناسبين، ففي سورة الأحزاب آية “32” يقول الله سبحانه وتعالى “فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولًا معروفًا”، الخطاب لنساء النبي صحيح والأمر لهن بالتأكيد، ولكن لما في ذلك من المنفعة لجميع النساء ذكرت الآية.

والطمع لا يكون كاستغلال أو تعد جنسي فقط، فقد يكون استغلالًا ماديًا أو معنويًا، فأصحاب القلوب المريضة ينتقصون الضعاف أو من يظهرون الضعف، ولأن الخضوع بالقول يوحي بالضعف فيحصل الاستغلال مهما كان شكله، ولذلك نهانا الله عنه حفظًا لكرامتنا وحقوقنا.

وأيضًا إظهاركِ مفاتنكِ والمبالغة في التجمل تُذهل الآخرين بشكلكِ وتُغفِلهم عن القضية التي تناقشينها أو الفكرة التي تريدين إيصالها.

إضافة إلى أن إظهار الشخص عورته يترك في نفسه ونفوس الآخرين شيئًا من الانتقاص أو الاحتقار.

وكذلك الاهتمام المبالغ فيه في مسألة الزواج.. الزواج عظيم ومهم ولكن ليس محور حياتكِ، هو جزء كبير منها وليس كلها، فأنتِ الأساس في حياتكِ والزواج إضافة وليس أساسًا. وعليكِ معرفة حقوقكِ وواجباتكِ فيه، فإفناء حياتكِ في سبيل الآخرين خطأ أيًا كانوا.

ولكي ينتهي هذا الانتقاص لابد من إظهار بعض الصلابة خصوصا مع أصحاب القلوب المريضة، مع احترامكِ نفسكِ ومعرفة حقوقكِ وواجباتكِ واستيعاب أن حياتكِ لكِ أولًا وآخرًا وبأنك لست مجرد جسد.

 

فاطمة الجمعة