مازال موضوع الملكية - كما يبدو لي - غير واضح تماما عند الغالبية العظمى، فأحد المقررات التي أقوم بتدريسها لطلبة الجامعة يستوجب أن يقوم الطالب بتسجيل مصنفه الأدبي أو الفكري أو الفني أو أحد ابتكاراته وحفظ حقوق الملكية، ويستوجب ذلك مبلغا يقدر غالبا بسعر مادة دراسية في جامعتنا الوطنية (25 دينارا بحرينيا)، أي أنه ليس بالمبلغ الكبير، لكنه أيضا ليس بسيطا لطالب يتحصل على مصروفه من والديه دون عمل، والحقيقة رغم محاولات الطلبة للحصول على دعم مادي من قبل الشركات أو الجهات الممولة، إلا أن البعض يتردد وقد يعزف تماما عن دعم الطلبة، ليس لشيء إلا لأنه لم يفهم ما هي فكرة حفظ الملكية الفكرية، لذلك اسمحوا لي أن أبسط تلك الفكرة في الأسطر الآتية.
أحد الطلبة انتهى من كتابة قصة قصيرة، وتمت مراجعتها، وذهبنا بها للمطبعة، ثم بقيت خطوة حفظ الملكية الفكرية، ما هو الداعي لأن تقوم بدعم ذلك الطالب؟ أولا الطالب يحفظ ما قام بكتابته، فلا يسرقه كاتب آخر وينسبه لنفسه، ثم يقوم الطالب بطباعة منتجه وبيعه ويتحصل منه على مصدر رزق، وقد تكون خطوة أولى لبداية حياته المهنية وبداية خط أعماله الأدبية. طالبة استكملت فكرتها بأن أنتجت تطبيقا يخدم فئة من الجمهور، لماذا تقدم لها مؤسسة مبلغ 25 دينارا فقط لحفظ حقوق الملكية؟ ببساطة لأنها من خلال هذا الحفظ تستطيع أن تحمي عملها وتبدأ تشغيل هذا التطبيق الذي قد يدر عليها الكثير من الخير ويفتح عملها الخاص ويخفف على الحكومة عبء توظيف شخص جديد. طالبة أخرى التقطت صورة وقامت بحمايتها، لماذا؟ حتى تستطيع أن تشارك بها في معارض خاصة، كما أنها تستطيع من خلال الصور المحفوظة أن تنتج منتجات بها نفس الصور وتقوم ببيعها، ولا يستطيع أحدهم أن يسرق نتاجها الفكري أو الأدبي أو الفني.
“المقال كاملا في الموقع الإلكتروني”
* كاتبة وأكاديمية بحرينية
طالب استطاع أن ينتج شخصية كرتونية، وقام بحمايتها، يستطيع أن يطبعها على “تيشيرتات” أو أن ينتج فيلما كارتونيا، أو أن يقوم ببيع الملصقات أو المنتجات التي تحمل تلك الشخصية، ولا مانع من أن تكون هذه الشخصية في المستقبل إحدى شخصيات عالم “دزني” الذي مازال يدر الربح على ورثة مخترع الشخصيات الكرتونية.
هناك أسباب كثيرة لدعم الطلبة والطالبات في موضوع تسجيل أعمالهم قد تخلق فرصة عظيمة لهم يباشرون من خلالها أعمالهم وأفكارهم وتدر عليهم الرزق الوفير، وتبعد عن كاهل الحكومة فكرة توظيفهم.
كاتبة وأكاديمية بحرينية