العدد 6109
الأحد 06 يوليو 2025
لا مسافة تقيس حب الوطن.. ووزارة الخارجية الدليل
الأحد 06 يوليو 2025

في زمن الأزمات، لا تُقاس الدول بعدد سكانها أو مساحة أراضيها، بل بوزن ضميرها، وبحجم مواطنيها، وبسرعة استجابتها لنداء الإنسانية. ومملكة البحرين، كما عهدناها دومًا، لا تخذل حين يُنادَى عليها، ولا تتأخر حين يتألم الوطن أو يستغيث أبناؤه.
تحت هذا الإطار الإنساني النبيل، سطّرت وزارة الخارجية صفحة مضيئة، حين اقتربت - بكل فرقها وكوادرها - من كل مواطن بحريني تقطّعت به السبل خارج البلاد، في وقت باتت فيه الخرائط معقدة، وقواعد السفر متقلبة. اليوم، من واجبنا أن نرفع قبعات الاحترام والتقدير لسعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية الذي يقود الدبلوماسية البحرينية بحكمة المخطّط وهدوء رجل الدولة، فهو يؤمن بأن وظيفة وزارته لا تقتصر على التمثيل الرسمي، بل تمتد لتكون طوق نجاة لكل بحريني، أينما كان. وبكل امتنان صادق، نثمّن جهود سعادة السفير إبراهيم محمد المسلماني، رئيس قطاع الشؤون القنصلية الذي لم تكن كلمته مجرد تعبير عن الشكر، بل شهادة تاريخية توثق العلاقة بين القيادة والمواطن، وتُبرز مؤسسة لا تغفو حين يطلب أحد أبنائها العون.
وقد أُنجزت المهمة المنوطة بفرق العمل في الوزارة بكرامة وشرف، فعاد المواطنون إلى أرض الوطن كما تعود الطيور إلى أعشاشها بعد هجرة الشتاء. كان ذلك ثمرة جهد جماعي غلّفته المهنية، وتوّجته تنسيقات دقيقة بين الجهات المعنية، بدعم من دول الخليج الشقيقة ودول صديقة، ليقدّم للعالم صورة ناصعة عن مصداقية البحرين إقليميًا ودوليًا. ولم يكن لهذا الإنجاز أن يتحقق لولا قلوب امتلأت بالعرفان. هؤلاء الذين عبروا القارات، وأعدّوا القوائم، وتابعوا الحالات، وسهروا الليالي، يستحقون أن يُخلّدوا في سجل الوزارة، وفي ذاكرة الوطن. 
واليوم، أكثر من أي وقت مضى، يجب أن نحتفي بأولئك الجنود المجهولين خلف الكواليس، أولئك الذين يعملون في الظل، لا يرجون إلا أن يروا بحرينيًا يُلوّح من نافذة الطائرة وهو يعود سالمًا، فخورًا، مطمئنًا.
وها هي الدبلوماسية البحرينية تتألّق في لحظة إنسانية جديدة، لتُثبت من جديد أن العمل الدبلوماسي ليس مجرد إجراءات رسمية، بل هو نبض وطني لا يتوقف متى نُودي.
ولا أخفيكم، كلما قرأت سطرًا عن هذه الجهود، تمنيتُ لو كنت جزءًا من هذا الفريق، لا لشيء، سوى أن أكون حيث تصنع الدبلوماسية الفرق، لا بالشعارات، بل بالأفعال.
أختم قولي ببيت شعر للشابي يقول فيه: “ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر”. وقد صعدت وزارة الخارجية جبل الأزمة، فبلغت عن جدارة، قمة الاحترام.

كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية